تقديرا لذكراهم واعترافا بجهودهم ... ؟ بقلم محمد مولود ولد محمد سالم

جمعة, 07/24/2020 - 22:26

مدخل مكاتب السفارة بالرباط، وقاعة انتظار الضيوف بها صباح اليوم يكتسيان حلة جديده، تزينهما لوحة مميزة تختزل تاريخا حافلا بالبذل والعطاء،
صور وتوايخ أبناء الجمهورية الذين خدموها من موقع قيادة هذه البعثة على مدى العقود الماضية...
الوقوف أمام هذه اللوحة ومطالعة الصور بشخصياتها وتواريخها هو عودة بالزائر لأجزاء مهمة من الزمن والتاريخ الذي لم تتح له فرصة معايشته....
كانت فكرة توثيق سجل السفراء الذين شغلوا المنصب بالبعثة نصب الأعين منذ فترة، وكانت صعوبة المهمة وضيق الوقت يؤجلان دوما الوصول لهذا الهدف رغم أهميته ليس فقط لذاكرة السفارة وإنما للتاريخ أيضا..
ولعل الوجه الإيجابي للحجر الصحي هو إتاحة بعض الوقت الذي مكن من إحياء الأمل في إنجاز هذا العمل...
استغرقت المهمة وقتا وتطلبت جهدا ليس بالبسيط خاصة مع غياب الأرشفة والتوثيق اللازمين...
حينما شرعت في العمل على جمع المعلومات بدأت التفكير في الشخصيات التي يمكن اللجوء إليها في أمر كهذا يتعلق بالذاكرة والتوثيق ومعرفة تاريخ المؤسسات والشخصيات،
هذه المحددات قادتني للتوجه فورا للباحث والمؤرخ البروفسير محمدو ولد أمين أستاذ التاريخ بجامعة نواكشوط والأمين العام الأسبق للجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم والذي كان لي شرف التعرف عليه خلال فترته على رأس اللجنة، يومها كنت طالبا بالجامعة ورئيسا لنادي اليونسكو الثقافي بموريتانيا
البروفسير محمدو الغني عن التعريف والذي يمتاز بالجدية والصرامة الأكاديمية والتعلق بالمعرفة والبحث ، تلقى المبادرة باستحسان وتشجيع بل تبناها وعمل على تجسيدها واقعا(جدارية، صور فردية، صفحة في الموقع الإلكتروني للسفارة)، حيث وظف علاقاته الواسعة ومعرفته المميزة بما مكن من إنجاز العمل
ومن حسنات هذه المهمة أن أتاحت لي بتنسيق من الأستاذ محمدو حفظه الله فرصة التواصل مع سعادة السفير محمد الأمين ولد يحيى وهو أحد الشخصيات الهامة التي يرجع إليها في العمل الدبلوماسي الوطني حيث راكم تجربة غنية فيه من خلال البعثات والإدارة المركزية للوزارة التي قادها كأمين عام لفترة
وقد كان لتنقيحاته وتصحيحاته الفضل الكبير في إكمال هذا العمل
الذي يأتي تخليدا لذكرى هذه الكوكبة من أبناء الوطن واعترافا بمساهماتهم في خدمته بعيدا عن الأضواء، بل في زمن لم تكن الأضواء ساطعة ولا مسلطة بالشكل الذي تبدو عليه الأمور الآن.
رحم الله من غادرنا منهم ومد في أعمار الأحياء وحفظ الوطن.

https://ambassade-mauritanie-rabat.net/?page_id=1139