شكل قرار المرحوم المختار ولد داداه، القاضي بتطبيق الشريعة الإسلامية في جميع شؤون الحياة، الذي أعلن عنه رسميا بأيام قلائل قبل الانقلاب عليه فجر الاثنين 10 يوليو 1978، محط ترحيب غير مسبوق من قبل الشعب الموريتاني.
حيث ظهرت لأول مرة ظاهرة رسائل التأييد والمساندة من الشخصيات والتجمعات، حينها كنت صحفيا في الوكالة الموريتانية للصحافة والنشر، التي تضم الوكالة وجريدتي الشعب العربية والفرنسية والمطبعة الوطنية وكنت من ضمن مجموعة من المحررين نستقبل رسائل التأييد والمساندة لقرار تطبيق الشريعة الاسلامية وبرمجتها للنشر في خط الوكالة وفي يوميتي الشعب، لأن حجمها الذي يرد علينا والذي يتجاوز المئات يوميا، لايسمح بنشرها مرة واحدة.
وبعد الانقلاب، الذي حصل في العاشر يوليو 1978 صار يتوافد علينا في مقر الوكالة كل اصحاب رسائل التاييد والمساندة لقرار تطبيق الشريعة لاسترداد رسائلهم، حيث يقوم كل واحد منهم أمامنا بالشطب علي عبارة: "اب الأمة الاستاذ المختار ولد داداه رئيس الجمهورية الامين العام لحزب الشعب" واستبدالها بعبارة: "المقدم المصطفي ولد محمد السالك رئيس اللجنة العسكرية للانقاذ الوطني رئيس الدولة".
ويستبدل عبارة "قرار تطبيق الشريعة الاسلامية" بعبارة "عملية انقاذ القوات المسلحة الباسلة لموريتانيا من الانهيار نتيجة سياسات النظام البائد".
والباقي من الرسالة بدون تغيير.
ومن ضمن من تصرفوا أمامي هذا التصرف، شخصيات شاهدتهم أثناء الزيارات الاخيرة لولد عبد العزيز يكيلون له اقوي عبارات التأييد ويدينون كل من سبقوه لحكم موريتانيا، كما سبق أن شاهدهم يفعلون نفس الشيء لكل من حكموا موريتانيا بعد ولد داداه.
فهل نحن شعب منافق؟