أبانت وثيقة مسربَة للخارجيَّة السعوديَّة، من لدن موقع "ويكليكسْ" عنْ تقدير سعودِي حذرٍ لعلاقات المغرب مع جيرانه، سواء تعلق الأمر بموريتانيا أو بالجزائر، حيثُ توردُ وثيقة مسربة، أنَّ نواكشُوط والجزائر تناصبان معًا العداء للمغرب، ما يفرضُ على الرياض أنْ تكون واعية بالمعطى.
وتشيرُ الوثيقة إلى أنَّ اتجاه السعوديَّة نحو تعزيز علاقاتها مع الجزائر، بعدما توقفت لجنة التحاور السياسي بين البلدين عنْ الانقعاد عقب 2008، يجب أن يتم بما لا يثيرُ حفيظة المغرب، الذِي له نقاط خلاف عالقة كثيرة مع جارته الشرقيَّة، وكيْ لا يفهمه بمثابة تقارب سعودي جزائري على حسابه.
وتحثُّ الوثيقة ذاتها، على إحاطة الجانب المغربي على مستوى رفيع من المسؤولين، خلال اللقاءات الثنائية، بأنَّ التقارب السعودي الجزائي يصبُّ أيضًا في صالح المغاربة، بالنظر إلى مساهمة التنسيق في مواجهة عددٍ من التحديات، أبرزها التشيع الذِي تخشاهُ الرياض..
وتوردُ الوثيقة، المؤرخة بمارس 2012، بأنَّ العلاقات القائمة بين الرباط ونواكشُوط، لا تقلُّ فتورًا عن العلاقات المتأزمة بين الرباط والجزائر. وهو توصيفٌ ينسحب على الفترة التي سبقت عودة الدفء بين المغرب وموريتانيا، والتي كانت قدْ شهدت أكثر من حادثة، قبل أنْ تنقلب الموازِين ضدَّ الجزائر، التي طرد أحد ديبلوماسييها من نواكشوط، قبل فترة، بسبب محاولة إفساد العلاقة مع المغرب.
وتتحدث البرقيَّة السعوديَّة عن شعُور موريتانيا بتقصير سعودِي إزاءها، قياسًا بما تفعلهُ مع المغرب والجزائر، الأمر الذي يزيدُ من عزلة نواكشوط في المحيط العربي، عوض استفادتها على المستويين المالِي واللُّوجستِي.
وكمَا أنَّ ثمَّة حاجة إلى تحقيق تقارب سعودِي جزائري بما لا يغضبُ الرباط، توردُ البرقيَّة أنَّ على الرياض أنْ تمدَّ يد العون إلى موريتانيا، دُون إغضاب المغرب، فيسير إلى تأويل التقارب مع جيرانه، في غير صالحه.
في غضُون ذلك، أثار نشرُ آلاف الوثائق التابعة للخارجيَّة السعوديَّة ردُود فعل متباينة، أبرزها دعوة بعض الأصوات السعوديَّة إلى إعادة النظر في ثقافة "الشيكات"، والدعم السخِي، سواء للدول أوْ لأفراد إعلاميِّين، عزفُوا على الوتر الإيراني، للحصُول على الدعم السعودِي، بدعوى إقامة توازن مع إيران، التي تشكلُ رأس الأفعى بالنسبة إلى السعوديَّة.