مِنْ تَارِيخِ حُضور الجِمَال في الاستقبالات الرسمية في بتلميت ..

أحد, 06/28/2015 - 19:35

كنتُ أسمع ـ وأنا طفل ـ من الثقات وغيرهم ـ سماعا فاشيا ـ أن أكبر حشد للجمال في بتلميت، كان لاستقبال الرئيس الفرنسي الأسبق الجنرال ديجول .. يُقال إن عدد الجِمال،

بلغ يومئذ في بتلميت أكثر من ألفي جمل، بأقتابها وأحلاسها وركابها، وأن حشود الجمال تجمعت بين المدينة ومقبرة البعلاتية،

 

وانطلقت في صفوف متوازية بنظام عجيب، وحين وصلت طلائعها "رَكْ الْمَطَارْ"، كانت أواخرها ماتزال في مكان الانطلاق ..

 

الحشد الثاني الكبير، كان عند زيارة العقيد القذافي لبتلميت، وقدر عدد الجمال بحوالي ألف وخمس مائة ..

 

في سنة 1985 زار الرئيس الأسبق العقيد معاوية ولد سيد أحمد الطائع بتلميت في إطار جولة في ولاية أترارزة ..

 

في استقباله أحضرت الجِمَال بالمئات، وتعمدت الإدارة المحلية تأجيج التنافس التقليدي بين المجموعات المختلفة في كثرة الجِمال وجودتها، وجَمَال ركوبها ..

 

كنت طفلا أدرس في المدرسة رقم 3، وكان إلى الشمال الشرقي منها على قربٍ، مركز تجمع للجِمال والجَمَّالة، وكان فضول التلاميذ يقودنا إليه، كانت فيه مئات الجِمال، لمجموعة واحدة، ولو شئت أن أسميها لسميتها ..

 

بحكم موقع منزلنا على طريق الأمل الذي يشق المدينة، كنت أشاهد استعراضات مختلف المجموعات لجِمالها وجمالتها، وكنت أسمع تفاخر الناس ( إبل الفلانيين زينَ أزين أركوبهم)، ولو شئت أن أسمي لسميت ..

 

ليست عندي فكرة عن عدد الجِمال التي شاركت في استقبال ولد الطائع في هذه المرة لكنه لا يقل عن المئات ..

 

سنة 1995 "يَامَسْ" زار الرئيس ولد الطايع بتلميت أيضا، قادما من لبراكنة، كنت وقتها "أَبْكَدِّي ذَ"، لم أحضر، وما ينبغي لي ذلك ..

 

سمعت وقتها أن حاكم المقاطعة في اجتماعه بأطر المدينة طلب منهم حشد أكبر قدر ممكن من الجمال، وأن لا يقل العدد عن خمس مائة جَمَل ..

 

وُزِّعَ العدد على مجموعات المقاطعة، وبدأ التنافس والتفاخر بينها، وتحولت جوانب بتلميت إلى تجمعات لحشود الجِمال والجمالة، وتحولت تلك التجمعات إلى مزارات لسكان المدينة ..

 

كنتُ ـ رغم موقفي من الزيارة ـ أزور صحبة صديقي حمادي ولد اللب بعض تجمعات الجِمال، وخاصة تجمعا قرب "المَكَزَيْنَ" لأن صديقنا من جَمَّالته، ولو شئت أن أسميه لسميته ..

 

في هذه الزيارة أهدى عمدة بتلميت الأسبق للرئيس معاوية جَمَلاً أبيض جميلا، من "سلالة معروفة في المدينة" ..

 

بقي الجَمَل المذكور عند حاكم المقاطعة، وبعد أيام تصور أن الرئيس غفل عنه، فأرسل به من يبيعه له في سوق الحيوان ..

 

وبعد أيام جاءت شاحنة عسكرية على متنها ضباط يحملون علامة الجمل ومواصفاته يريدونه ..

 

فضاقت الدنيا على الحاكم، ثم انزل العسكريين في منزله بحجة أن الجمل وديعة لدى أحد الرعاة خارج المدينة ..

 

وتوجه الحاكم إلى أحد وجهاء بتلميت يطلب جملا بمواصفات قريبة من مواصفات جمل الرئيس، فحصل عليه، وبنفس العلامة ..

 

                                                         القاضي: أحمد ولد عبد الله