قال الأمين الدائم لحزب تكتل القوى الديمقراطية المعارض لمام أحمد ولد محمدو إن التجارب السابقة للحوار مع "الرئيس الحالي" محمد ولد عبد العزيز قد "خلقت أزمة ثقة بسبب عدم وفاءه بالتزاماته بدء من اتفاق داكار الذي استغل فيه حسن نية خصومه، لذلك فإن المنتدى لن يقبل بالخداع مرة أخرى" حسب تعبير ولد محمدو
وطالب ولد محمدو في مقابلة له مع صحيفة Le Calame وترجمها مركز الصحراء بتدابير لاستعادة الثقة قبل الدخول في الحوار الفعلي وهي ذات شقين: الأول تطبيق الأحكام الدستورية والقانونية، "المعطلة" عن قصد من قبل السلطة، والثاني تحسين الظروف المعيشية للسكان؛ لكن السلطة تصر على إنكار وجود أزمة سياسية، وتدعو من وقت لآخر لحوار استعراضي سعيا لزعزعة وحدة المعارضة. لكن هذا المناخ الدرامي الذي توجد فيه البلاد يدفع إلى الشك في إمكانية هذا الحوار" حسب تعبيره
واعتبر ولد محمدو أن تكتل القوى الديمقراطية مثل جميع الأعضاء الآخرين في المنتدى وهو منسجم مع الموقف التوافقي، الموجود في الوثيقة المقدمة من قبل المنتدى إلى السلطة والتي لم تلق إلى الآن استجابة جادة"
ويضيف "نحن ضد أي تغيير دستوري في أوقات الأزمات السياسية، فلا يوجد اليوم إجماع وطني ضروري لتغيير القانوني الأساسي للبلد؛ ومن المهم التذكير أن عدد ولايات رئيس الجمهورية في المواد 26 و 28 مقفل من خلال أحكام المادة 99 من الدستور التي تحظر إجراء أي تعديل عليها؛ وما قام به بعض "المتملقين" للنظام في الآونة الأخيرة ما هو في الحقيقة إلا بالونات اختبار يطلقها النظام بين الفينة والأخرى؛ ونؤكد لهؤلاء أننا سنناضل بلا هوادة لمنع الوصول إلى هذا وأنا مقتنع أن هذا الأمر يجمع جميع أحزاب المعارضة.
وفي الشأن الدولي اعتبر ولد محمدو إن الفوضى التي تسود حاليا في كل مكان، وخاصة في العالم العربي وغرب وشمال أفريقيا تطرح العديد من القضايا الدينية، والاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية الذي تستدعى التعامل معها بجدية، مؤكدا أن استعادة كرامة الشعوب لا غنى عنها من أجل إيجاد حل لآفة الإرهاب، وكرامة الإنسان العربي والأفريقي تتمثل في العدالة الاجتماعية والديمقراطية والتنمية الاجتماعية والثقافية. وهذا ليس تبريرا للإرهاب، المدان بشدة وفي أي مكان" على حد وصفه.
ويضيف ولد محمدو " وموريتانيا التي نرجو أن تظل بمنأى عن هذا الشر، يوجد بها العشرات من الشباب العاطلين الفقراء المهمشين أي أنهم يفتقدون الكرامة الإنسانية، وفي ظل ظهور ثروات كبيرة في البلد يتم توزيعها بمحسوبية ولا يستفيد منها سوى الأقارب، وهو ما يجعل التحاق هؤلاء الشباب بالجماعات 'الإرهابية' واردا. إن استمرار ممارسات الفساد اليومية وتخريب الدولة ونهب الممتلكات العامة والإقصاء، والترهيب، يُغَذّي بين الموريتانيين الشعور بالمرارة والإحباط والظلم. هذا في ظل وجود أزمة سياسية مستمرة منذ عام 2008، وهي عناصر كافية لقلب الوضع إلى ما هو موجود في بعض البلدان العربية والإفريقية الأخرى للأسف" على حد تعبيره
واعتبر القيادي في حزب التكتل المعارض في المقابلة التي ترجمها مركز الصحراء أنه "أمام هذا الوضع الخطير، وتكتل القوى الديمقراطية تدعو إلى طريق العقل والحوار المسؤول القادر على تجنيب البلاد ويلات الفوضى وتعزيز الجبهة الداخلية، وتحقيق التوافق الوطني، حتى نحمي البلاد من هذا السيناريو. وهو ما لا يمكن أن يتحقق سوى بإرساء الديمقراطية الحقيقية التي تبعد الجيش نهائيا عن السياسة وتفعّل التداول السلمي للسلطة، ووضع البلاد في طريق التنمية العادلة والمنصفة" على حد تعبيره
وفي تعليقه على مسألة خلافة أحمد ولد داداه قال ولد محمدو إن تكتل القوى الديمقراطية سيعقد مؤتمره القادم في نهاية هذا العام، والأولوية هي استمرار النضال السياسي لإرساء الديمقراطية. وليس لدينا وقت نضيعه في شيء آخر" على حد تعبيره.