الحقيقة / نواكشوط / مساء هذا اليوم السبت 27 من شهر شباط 2021 كانت العاصمة على موعد مع خبر محزن ومبكي، هو فقدان أحد من عرفتهم بل وعرفهم أديم هذا الوطن من ولاته إلى حدودنا مع لكويرة ضمن كوكبة من بناة موريتانيا الحديثة الذين قضوا نحبهم تاركين ورائهم مجدا تليدا ووطنا كبيرا ينعم أهله بالأمن والأمان والحرية والإستقرار، بفضل تضحيات الفقيد ورفاقه الذين لم تكن تجمعهم سوى قضية وطنية بامتياز..؟!
لم تفرض تلك الصحبة على الفقيد الوزير أن يلج من باب آخر غير إخلاصه لمصلحة وطنه قبل كل شيء، فترك المناصب والمكاتب اعتراضا على حرب الصحراء التي أبصر عن قناعة تامة وراسخة عدم وجاهتها في الوقت حينه...؟!
لم يكن الفقيد الشيخ أبحام ولد محمد الأغظف مكتوف الأيدي إزاء ذاك بل قرر الإنخراط في الحراك المدني المعارض لهذه الحرب ليؤسسوا جناحا مدنيا ضمن إنقلاب 10 يوليو 1978..؟!
عاد المرحوم الذي شغل عدة مناصب إدارية ودبلوماسية - من والي إلي ستة حقائب وزارية فسفير - لثوبه النضالي ضد دكتاتورية الرئيس السابق محمد خونة ولد هيدالة الذي كان يخافه الجميع يومها فوضعه تحت الإقامة الجبرية قبل الإطاحة به بعد ذاك..؟!
لبس الفقيد عباءة الشيوخ في بداية التجربة الديمقراطية في التسعينيات، قبل أن يغادر في صفوف المعارضة ضد فساد و عنجهية نظام ولد الطابع...؟!
ظل المغفور له شوكة في حلق كل نظام يحيد عن مسار مبادئه التي أعلن عنها فور وصوله للسلطة، ليضرب الراحل صورا في المبادئ والقيم والمواقف كانت ممحصة لحروف تاريخه الذي لا شك أنه مادة دسمة في تاريخ موريتانيا المعاصر...؟!
فبوداعه تكون شمعة من شموع هذا البلد قد انطفأت إلي جنات الخلد مع الصديقين والشهداء، ولا نقول إلا ما يرضي الله، إنا لله وإنا إليه راجعون.