الحقيقة/أنواكشوط: شكل مشكل حمالة ميناء أنواكشوط المستقل المعروفةبميناء الصداقة النار التي لا تكاد تنطفئ جذوتها حتى تعود من جديد للواجهة بسبب ما خلقه هذا الملف من غبن وحيف طيلة عقود خلت.
لقد بدأت هذه التسوية بانشاء لجنة عليا تتألف من عدة قطاعات في التجهيز والنقل والوظيفة العمومية والعمل، وميناء أنواكشوط المستقل وعهد برئاستها آنذك للوزارة المكلفة بالعمل، وذلك بقصد تصفية اللائحة النهائية للقادرين على العمل في هذه المهنة الشاقة وتعويض من سقطوا من اللائحة لأسباب بدنية وصحية، وإعداد قائمة بالمستفيدين من التقاعد وتعويضهم لاحقا.
بعد ذلك تولت إدارة الميناء بعد تشاور موسع مع الأطراف مسؤولية تنفيذ تعهدات رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني لحمالة الميناء، حيث قامت إدارة الميناء بإعداد خطة عمل وافقت عليها الأقسام النقابية الممثلة للحمالة بعد ذلك، وتم تنفيذ البنود المتعلقة بالضمان الإجتماعي والتأمين الصحي لهؤولاء وعائلاتهم وهي مطالب ظلت بعيدة المنال.
كما اعتمدت إدارة الميناء منهجا جديدا في تعويض المغادرين بسبب عدم القدرة على العمل أو للذين استفادوا من حقهم في التقاعد وبتعويضات فاقت طموحات الحمالة أنفسهم، كما تم بشهادة بعض رؤوساء الأقسام النقابية الذين كانوا يوصفون بالتطرف التعويض لأسر ضحايا هذه المهنة الذين فارقوا الحياة من قبل.
وقد شهد حفل اختتام توقيع الإتفاق النهائي الذي يطوي وللأبد معاناة هؤولاء كلمات تعبر عن مدى الفرحة بمثل هذا الإنجاز الكبير الذي يحسب للنظام الحالي.
وفي كلمة له بالمناسبة يقول وزير التجهيز والنقل محمدو أحمدو ولد امحيمد، إن التسوية جرت في جو تطبعه الثقة المتبادلة بين الأطراف في فترة وجيزة.
و أضافة وزير التجهيز أن تأسيس شركة لتسيير اليد العاملة المينائية يساهم فيها الميناء والحمالة والفاعلون الاقتصاديون المعنيون، بغية تسيير شفاف يضمن عدم التراجع عن المسار الذي يتم الاحتفال به اليوم.
ويضيف الوزير - وهو يستعرض أمام أبرز نظرائه ملامح التسوية الجديدة - إن هذا الإنجاز جاء في إطار الحرص على الوفاء بالالتزامات الواردة في برنامج تعهداتي لرئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني وضمن برنامج أولوياتي الموسع، حيث تم القيام بإصلاحات جوهرية تلامس بالدرجة الأولى حاجة المواطن الموريتاني من أجل أن يعيش الحياة الكريمة.
حفل التوقيع جرى بحضور وزراء العمل والصحة، وبحضور الأقسام النقابية الممثلة للحمالة، ومؤسسات التفريغ في الميناء.
وقد أشاد رؤوساء الأقسام النقابية وأجمعوا على عظمة مثل هذا الإنجاز، شاكرين لإدارة الميناء التعاطي الذي ميز تعاملها معهم.
كما شكر هؤولاء المدير العام للميناء السيد سيد أحمد ولد الرايس على ما قام به من أجل جبر الضرر و إنصاف هذه الفئة العمالية وعائلاتهم، مطالبا بعضهم بالإبقاء عليه خدمة للسلم الإجتماعي.
يذكر في الأخير أن الإتفاق يؤسس لمرحلة جديدة بعد إنصاف هذه الشريحة العمالية عن ماعانته طيلة العقود الماضية من حيف وغبن، والتأسيس لمسار جديد يضمن لهم الإستفادة من خدمات التأمين الصحي والضمان الإجتماعي، والعمل مع مؤسسة جديدة تسيرهم بشكل شفاف ومنصف.