أكد مسؤول العلاقات الخارجية بحركة المقاومة الاسلامية حماس أن الدعم الموريتاني يحدث أثرا بالغا في دعم القضية الفلسطينية، و يجعل الشعب الفلسطيني يطمئن أكثر أن عمق المتمثل في الأمة الإسلامية مهما بعد في الجغرافيا يظل حاضرا و كأنه على حدود فلسطين.
و أضاف حمدان في مقابلة مع السراج أن ما يصل من موريتانيا مؤثر و مفيد، لكن القيمة الأكبر هي أنه يحدث حالة الارتباط بين الشعب الفلسطيني و أبناء الأمة و هي حالة يجب أن تستمر لأنها أحد عناوين قوة الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال.
و شكر حمدان كل الذين كان لهم دور في دعم الشعب الفلسطيني من مؤسسات و منظمات مجتمع مدني و قوى سياسية و أكد لهم جميعا أن دعمهم المادي يصل و أن مواقفهم السياسية تؤثر و حراكهم الشعبي يترك أثرا إيجابيا على الشعب الفلسطيني كما يترك أثره على الاحتلال الذي بات يدرك أنه إذا اعتدى على الفلسطينين فعليه أن يواجه ليس فقط غضب فلسطيني و إنما غضب عارم يمتد بامتداد الأمة الإسلامية.
القيادي الحمساوي أكد أن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز عبر له عن دعمه الكامل و تأييده للشعب الفلسطيني و مقاومته و ترحيبه بزيارة المقاومة الإسلامية إلى موريتانيا، و سمعنا منه –يقول حمدان- كلاما طيبا و دافئا يعبر عن الموقف الموريتاني الداعم للقضية الفلسطينية.
نص المقابلة:
السراج: ما هو الانطباع الذي تركته زيارة موريتانيا لديكم؟
أسامة حمدان: بسم الله الرحمن الرحيم ، لا شك أنه أكثر من انطباع ..يعني ليس مجرد انطباع هو في الحقيقة مسألة تتغلغل في القلب لما لقيناه من ود ومحبة وكرم ...لدى أشقا ئنا في موريتانيا ولما وجدناه من التفاف حول القضية الفلسطينية وهي قضية مركيزة بينهم جميعا ،وتوافق قل نظيره حول هذه القضية في دعمها ودعم حقوق أبنائها ودعم المقاومة فيها ،لذلك الذاكرة مترعة بهذه المواقف التي شملت كل المستويات في موريتانيا.
والتي أعتقد أنها تبشر بخير أن الشعب الفلسطيني لا يفق وحده في الميدان بل يصطف إلى جانبه أبناء أمته حتى وإن تباعدت بهم الجغرافيا عن حدود فلسطين
السراج: هل هناك مطالب محددة حملتموها إلى الشعب والقيادة الموريتانية ؟
أسامة حمدان: لا شك أن أشقاءنا وقفوا إلى جانب القضية وقدموا دعما بأوجه مختلفة لها ،ما قمنا به هو شرح لمجمل ما تمر به القضية الفلسطينية في هذه الأيام لا سيام بعد العدوان الصهيوني الأخير على قطاع غزة رمضان الماضي و ما يجري في أروقة السياسة وفشل لعملية التسوية والمفاوضات ،طالبنا بتطوير الدعم المقدم للشعب الفلسطيني وللقضية الفلسطينية في أوجهه المختلفة سياسيا وماديا ومعنويا وأن يكون لموريتانيا دور رائد في دعم القضية الفلسطينية على المستوى الإفريقي –لا سيما وهي ترأس الاتحاد الإفريقي –وكان في تقديرنا أن هذه الزيارة هي بداية لعلاقة أخوية وطيدة بين المقاومة في فلسطين والشعب الموريتاني والمسئولين الموريتانيين
السراج: من المعروف أن موريتانيا تاريخيا لديها اهتمام كبير بالقضية الفلسطينية خاصة على مستوى التعريف بالقضية بين الأفارقة ،هل لمستم رغبة لدى القيادة الموريتانية والساسيين الموريتانيين للعودة إلى هذا الدور في هذه الفترة ؟
أسامة حمدان: لا شك أن الدور الموريتاني كان دورا مميزا في القضية الفلسطينية لكن مع الأسف ما اعترى القضية الفلسطينية من مفاوضات و اتفاقات ربما أضعف أدوارا كبيرا، و اليوم في ظل تراجع التسوية و إفشالها من قبل الاحتلال و في نفس الوقت في ظل تصاعد المقاومة و نجاحاتها بدأنا نلم جهدا لاستعادة الدور الموريتاني في دعم القضية الفلسطينية و من أمثلته قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني بالإضافة الى جهد وطني جامع لمقاومة الاختراق الصهيوني و التطبيع معه، و الموقف المورتاني في هذا الاتجاه واضح بين سواء من خلال قرار فخامة الرئيس بقطع العلاقة مع الكيان أو الموقف الشعبي الداعم بالمطلق لهذه الخطوة و الذي يواجه التطبيع في كل أوجهه، و أعتقد أن هذا يؤسس للكثير من الأدوار التي يمكن أن تلعبها موريتانيا في دعم القضية الفلسطينية.
المعارضة الموريتانية تتهم النظام بأنه يميل إلى التخندق في صف جهات لديها تصفية حسابات مع الحركات الإسلامية عموما، هل لمستم هذا من خلال لقاءكم برئيس الجمهورية أو رئيس الحزب الحاكم؟
أسامة حمدان: الحقيقة أننا في لقاءنا مع فخامة الرئيس لمسنا دعما كاملا و تأييدا للشعب الفلسطيني و مقاومته و ترحيبا بزيارة المقاومة الإسلامية إلى موريتانيا، و سمعنا منه كلاما طيبا و دافئا يعبر عن الموقف الموريتاني الداعم للقضية الفلسطينية، و في اللقاء مع الحزب الحاكم كما اللقاء مع الأحزاب الأخرى كان الموقف واضحا تجاه القضية الفلسطينية.
و أنا هنا أود أن أشير إلى مسألة مهمة انتهجناها في سياستنا كحركة و هي أننا نحافظ على علاقات مع الحكومات و القوى السياسية و مؤسسات المجتمع المدني في كل بلد دون أن نتدخل في شؤونه الداخلية لا في العلاقة الداخلية بين أبناءه و لا في العلاقة بين السلطة و المعارضة، فنحن نحترم خصوصية كل بلد و ندرك أن أبناءه هم الأقدر على إدارة شؤونهم، و نحن نتطلع دائما لرؤوية نموذج شبيه بموريتانيا حيث تجتمع كل قوى البلاد السياسية من أجل القضية الفلسطينية.
السراج: هناك من يشكك في أهمية الدور الموريتاني في دعم فلسطين و خاصة في الجانب المادي، فهل يصلكم هذا الدعم و هل له تأثير في دعم القضية؟
أسامة حمدان: بالتأكيد الدعم الموريتاني يصل إلينا لأنه لا يقدم سرا و إنما يقدم في شكل مشاريع تخدم الشعب الفلسطيني في إعادة الإعمار و إغاثة الناس في زمن الحرب و كفالة الأيتام و رعايتهم، و يقدم باسم موريتانيا حيث يقال للناس أن هذا دعم و هبة من أشقائكم في موريتانيا قامت مؤسسات على دعمه، و لهذا فالشعب الفلسطيني يحفظ ذلك لموريتانيا.
و للدعم الموريتاني أثر بالغ في دعم القضية الفلسطينية من أكثر من زاوية، فبعد المسافة لم يحل دون وصول هذا الدعم و هذا يؤدي إلى أن الشعب الفلسطيني الذي طالما اقتنع أنه يخوض هذه المعركة دفاعا عن أرضه و عمقه هو الأمة الإسلامية، يطمئن أكثر أن هذا العمق مهما بعد في الجغرافيا يظل حاضرا و كأنه على حدود فلسطين.
أضف إلى ذلك أن قيمة الدعم ليس مادية فقط رغم أن ما يصل من موريتانيا مؤثر و مفيد، لكن القيمة الأكبر هي أنه يحدث حالة الارتباط بين الشعب الفلسطيني و أبناء الأمة و هي حالة يجب أن تستمر لأنها أحد عناوين قوة الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال، و لهذا أنا شكرت في زيارتي كل الذين كان لهم دور في دعم الشعب الفلسطيني من مؤسسات و منظمات مجتمع مدني و قوى سياسية و أكدت لهم جميعا أن دعمهم المادي يصل و أن مواقفهم السياسية تؤثر و حراكهم الشعبي يترك أثرا إيجابيا على الشعب الفلسطيني كما يترك أثره على الاحتلال الذي بات يدرك أنه إذا اعتدى على الفلسطينين فعليه أن يواجه ليس فقط غضب فلسطيني و إنما غضب عارم يمتد بامتداد الأمة الإسلامية.
السراج: لو أردنا أن نسأل عن واقع القضية الفلسطينية، ما مصير القطاع في ظل إحكام القبضة عليه من قبل الصهاينة؟
أسامة حمدان: القطاع إن شاء الله سيتجاوز هذه المحنة و يفك الحصار فالذي يقاوم الاحتلال لا توقفه عقبات، و إذا شعر أن الأمور تكاد تطبق عليه فإنه يبدع من الأساليب و الوسائل ما يكسر هذا الإطباق و يحطمه.
لكن هناك ما هو أسهل من ذلك، فنحن نفهم أن العدو مجرم و معتد يقتلنا و يرتكب جرائم عديدة بحقنا من بينها الحصار، لكن ما لا نفهمه هو أن يكون ما بيننا و بين أشقائنا من معابر مغلقا، فهذا أمر لا يفهمه الفلسطينيون بمعمومهم و سبب حالة من الاستياء العام.
فهم يعتبرون أن هذا المعبر يجب أن يكون معبر ارتباط لهم مع الأمة تدعمهم من خلاله لذلك أنا أرجو أن يعضض جهدنا لفتح المعبر بدعم عربي رسمي و شعبي يدفع بهذا الاتجاه.
السراج: هناك حديث متكرر عن خلافات داخل حركة المقاومة الإسلامية، ما حقيقة ذلك؟
أسامة حمدان: كثير مما يثار في هذا الموضوع هو من أمنيات أعداء الحركة و خصومها و الذين يتمنون أن المقاومة لم تكن أو أنها تنتهي، و نحن نقول إن "حماس" حركة كبيرة ارتضت أن تدار بمؤسسية و في إطار المؤسسات يعبر كل عن رأيه و موقفه ثم يؤخذ القرار و يلتزم به جميع أبناء الحركة.
و القادة يتقدمون معركتنا مع الاحتلال فيسقط منهم الشهداء كما يسقطون من بقية الكوادر و الجنود، و في معركة حجارة السجيل قدمنا وزراء شهداء: الشيخ سعيد صيام رحمه الله، و في معركة 2012 تقدم ركب الشهداء أحمد الجعبري القائد العام لقوات كتائب القسام، كما استشهد في نفس المعركة عدد من الكوادر و ثلاثة من قادة الكتائب و كان أيضا من الشهدا الأخ أيمن طه و نعته الحركة رسميا و شاركت قيادة منطقته في عزاء الى جانب والده رحمه الله الحاج محمد طه أبو أيمن و هو من القيادات المؤسسين للحركة، و قد حاول البعض التشويش في هذا الموضوع، لكننا تجاوزنا ذلك وقلنا بوضوح أن عندنا من الجرأة القيمية و الأخلاقية أن نعلن عن الأمور كما هي، فلا يحاولن أحد أن يصطاد في ماء صاف يحاول تعكيره أولا ثم الاصطياد فيه لأن الماء الصافي لا يمكن أن يعكر.
السراج: هل من رسالة أخيرة للشعب الموريتاني؟
أسامة حمدان: أقول للشعب الموريتاني الشقيق و العزيز الذي احتضننا بكرمه بكل فئاته و شرائحه و قواه السياسية، أقول لهم: هذه الزيارة تركت لدى حركة حماس أثرا كبيرا و إيجابيا لما رأيناه من أشقائنا هنا و كنا نسمع عنهم خيرا كثيرا فوجدنا أن ما نسمعه لا يمثل إلا حزءا يسيرا مما رأيناه.
و أقول لهم: كما أنكم قمت و تقومون بواجبكم تجاه القضية الفلسطينية فإن إخوانكم هناك لن يخذلوكم، فهم يقومون بواجبهم على أكمل وجه و هم على عهدهم و لا زالت يد المجاهدين على الزناد ولا زال السلاح في اليد و لا زلنا مستعدين لاستمرار المواجهة مع الاحتلال حتى يندحر هذا الاحتلال و تتحرر أرض فلسطين لنجد إخوتنا في موريتانيا و باقي دول العالم الإسلامي إلى جانبنا في الأقصى المبارك إن شاء الله.
السراج: الأستاذ أسامة حمدان مسؤول العلاقات الخارجية في حركة المقاومة الاسلامية حماس شكرا لكم على هذا الوقت الثمين.
أسامة حمدان: شكرا لكم