احتضنت قرية "انفني" التابعة لبلدية علب آدرس في مقاطعة بتلميت نهاية الأسبوع المنصرم أعمال الدورة الرابعة عشرة للملتقى الدولي للطريقة التجانية الذي نظمته أسرة الشيخ محمد مختار بن دهاه ــ رحمه الله تعالى ـــ بحضور ومشاركة وزير الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي الداه ولد أعمر طالب وعدد من مشايخ مقدمي الطريقة التجانية يتقدمهم أحفاد الشيخ سيدي أحمد التجاني بالإضافة إلى عدد من الأساتذة والباحثين ورجال العلم والفكر والثقافة، وممثلين عن سفارات المغرب والجزائر والسنغال.
وقال الدكتور محمد الحنفي بن دهاه المتحدث باسم الخليفة محمد الكبير بن دهاه خلال كلمة افتتاح الملتقى إن اللجنة العلمية للملتقى اختارت عنوان "تزكية النفوس في التصوف السني، الطريقة التجانية نموذجا" لما لهذا الموضوع من أهمية بالغة في حياة المسلمين، مبينا أن التصوف السني هو الأساس الصلب لتزكية الروح لماله من أثر طيب في محو الفوارق الاجتماعية وترسيخ التعامل مع الناس على قدر علمهم وعطائهم وعلى أساس تكريم الله العام لبني آدم كلا، وتكريمه الخاص للمتقين من عباده.
وأشار إلى أن المشرفين على الملتقى قلصوا أعداد الحضور من دول الجوار هذا العام بسبب الشروط الصارمة التي فرضوها على المدعوين فلم يستقبلوا إلا من حصل من سلطات بلاده على إفادة التلقيح المكتمل ضد فيروس كورونا المستجد، ودعا جميع الحاضرين إلى أخذ جرعات التلقيح والتصدي بجد وحزم لهذا الوباء الفتاك من خلال اتباع نصائح وإرشادات السلطات العمومية.
وشكر المتحدث باسم الخليفة السلطات العمومية وعلى رأسها فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني. على ما دأبت عليه من مساعدة في مثل هذه المناسبة وعلى ما قدمته من تسهيلات لضيوف الملتقى الدولي للطريقة التجانية.
وقد ترجم كلمة الخليفة باللغة الفرنسية واللهجة الولفية الأستاذ الشيخ محمد الحافظ بن دهاه كما تمت ترجمتها باللهجة البولارية.
وبدوره أثنى وزير الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي الداه ولد أعمر طالب في كلمته بالمناسبة على موضوع الندوة العلمية مبينا قيمة تزكية النفوس في الإسلام وما أولاها الشرع من عناية وما رتب عليها من سبل التوفيق والنجاح في حياة الفرد والمجتمع.
وأكد أن نظام رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني يولي عناية خاصة لمثل هذه الندوات لما لها من تأثير مباشر في تعزيز اللحمة الوطنية ونشر ثقافة المحبة والسلام والوئام بين مختلف مكونات الشعب الموريتاني الذي حضر هذه الندوة ممثلون عن كافة أعراقه وأجناسه.
من جهة أخرى قال رئيس مجلس جائزة شنقيط الأستاذ أبو بكر ولد أحمد إن الطرق الصوفية عموما والطريقة التجانية خاصة أسهمت منذ ظهورها في نشر رسالة الإسلام السمحة وعززت جهود الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وخاصة في قاراتنا الإفريقية حيث يعد أتباع هذه الطريقة بعشرات الملايين.
وتعاقب على منصة الخطابة في الندوة العلمية عدد من الأساتذة والمحاضرين بينهم الأستاذ يحي ولد البراء والدكتور محمد البشير انكَم من السنغال والأستاذ محمد يحي ولد باباه وغيرهم كثير.
وكان للشعر الفصيح والشعبي حضورهما البارز في الملتقى حيث ألقى الشاعر الكبير محمد الحافظ بن أحمدو قصيدة عصماء ثمن فيها دور أسرة الشيخ محمد مختار بن دهاه في تعمير قرية انفني عند ضريح الشيخ محمد الحافظ بن المختار لحبيب العلوي الذي يرجع له الفضل في انتشار الطريقة التجانية في موريتانيا وفي عموم غرب إفريقيا. كما ألقى عدد من الشباب نصوصا فصيحة وشعبية رحبت بضيوف الندوة وأشادت بموضوعها.
وتميزت ندوة هذا العام بمشاركة ضيوف شرف من الطريقة القادرية من الزاوية الكنتية ومن زاوية الشيخ أحمد أبي المعالي عبروا عن اهتمامهم بالتنسيق بين مختلف الطرق الصوفية انطلاقا من وحدة الرسالة الهامة التي تحملها.