الحقيقة / نواكشوط / يقدر تعداد الجالية الموريتانية في السعودية ب30 ألف مواطن، يعيش حوالي 22 ألف منهم في مدينة النبي صلى الله عليه وسلم، وتنقسم هذه الجالية من حيث الإقامة إلى ثلاثة مستويات:
1- المقيمون: وهم الذين ينتظمون في التزاماتهم المادية التي تضمن لهم استمرار وجودهم القانوني في الدولة السعودية، وأغلب هؤلاء من العمالة العالية والمرتفعة الدخل.
2- المخالفون: وهم الذين تخلفوا في السعودية، وليست لهم وثائق تشرع إقامتهم في هذا البلد.
3- وهم مجموعة من المقيمين تخلفوا عن تسديد الإلتزامات المادية المتعلقة بالإقامة، نظرا لارتفاع تكلفتها المادية، ففي الغهد الجديد يدفع المقيم عن التابع له 5.000 ريال قطري، فإذا كان المقيم يعيل اسرة مكونة من 5 أفراد فعليه أن يدفع سنويا 25 ألف ريال قطري، وهو مبلغ كبير نظرا لأن الجالية في المدينتين المقدستين، تعيش على حد الكفاف وأغلب أفرادها وصل لعمارة البيت ومجاورة النبي صلى الله عليه وسلم، وحسب ما صرح لنا به بعض المقيمين فإن السلطات السعودية لم تعد تطرد المخالفين/ وبدلا من ذلك تتركهم على أمل أن يدفعوا الأقساط المالية المراكمة عليهم أسوة بأخوتهم في الدين الذين يخضعون لنفس المعاملة.
وخطورة هذا الوضع عدم قدرة المخالف على التوظف في الأعمال الرسمية، الحكومية، والشركات والجمعيات، ولايمكن أن يستفيد أبناؤه من التعليم االعالي بل يمنعون من الالتحاق بالجامعات، والمؤسسات التعليمية الثانوية ولا يستطيع تحرير أي معاملة، مع أن الغرامة المتعلقة بالإقامة تنموا على كاهله وتتعاضعف من كل سنة.
الحرمان من التأمينات الصحية، وغيرها مما يعزز المخاطر ويكثرها.
و يمنع المخالف كذلك من السفرخارج المملكة.
ورغم ارتفاع تكاليف الاقامة، فإن الرواتب بشكل عام تعتبر ضعيفة مقارنة بدول الجوار الخليجي
لقد آن الأوان للدولة الموريتانية أن تتدخل لتصويب أوضاع الجالية في المملكة العربية السعودية، فيعود للوطن من لاتمكنه مجاراة القواعد المنظمة للإقامة في تلك البلاد، ويبقى راشدا من يمكنه التكيف مع تلك البيئة.
وحسب معلومات حصل عليها الموقع فقد طلبت الجالية في مناسبات عدة من الجهات الرسمية تسوية أوضاع الجالية، وفي اعتقادنا أنه يسير، بناء على تجارب بعض الدول، فقد نشرت وكالة الأنباء الأثيوبية قبل أيام أن أثيوبيا تمكنت من إعادة 53 ألف مواطن أثيوبي كانوا معتقلين في السعوديةـ فكيف بمجموعة مسالمة تتعلق قضيتها بضيق ذات اليد خرجت في الأصل في عمومها لهدف نبيل، حتى جار عليها الزمان.