ما الذي يجري في موريتانيا

أربعاء, 07/27/2022 - 14:50

سياسيا:

- إلغاء "مفاجئ" للحوار السياسي، ومن دون مقدمات، ودون أي "تشاور" مع أعضاء لجنة إشرافه (إذا كان مبرر تعليقه – كما قيل – هو عدم مشاركة الجميع فيه فلماذا انطلقت جلساته التحضيرية في ظل غياب التحالف الشعبي التقدمي).

- كل المؤشرات تثبت أن سبب هذا الإلغاء الأبرز هو الصراع الداخلي بين رجالات الحكم ودائرة الثقة، وسعي كل طرف منها لمنع الآخر من كسب نقاط قوة قد تجعله يتفوق في معركة "كسر العظم" أو التعادل القائم..

- وصول الصراع بين أعضاء الحكومة "وشخصياتها القوية"، درجة الحرب المفتوحة على كل الاحتمالات، حتى ولو أدت لضر النظام الذي ينتميان له معا، ويفترض أن يتضررا بتضرره

- التصريح "الصادم" لرئيس البرلمان الشيخ ولد بايه حول المأمورية الثانية للرئيس ولد الغزواني. بمنطق السياسة هذه ضربة في الخاصرة في توقيت حرج، دخول البلاد مرحلة الاستحقاقات الانتخابية. إذا كانت الشخصية الثانية في نظامك "ابروتوكوليا" لا ترى وجاهة لترشحك لمأمورية ثانية، فهي – واقعيا – تحكم بفشلك في المأمورية الأولى

- بعد المقابلة، جاءت حادثة الملعب، بصيحاتها المستهجنة وموقف اللاعبين بالعزوف عن مصافحة الرئيس

- تغيير "مفاجئ" لرأس الحزب الحاكم، وتغيير اسمه وشعاره، وحديث رئيسه الجديد عن الحاجة "لتغيير عميق"، لا مؤشرات عليه

- جاء التغيير عقب "انتفاضة" شاملة في صفوف القوى التقليدية التي تشكل عماد هذا الحزب، وهجوم مباشر على وزارة الداخلية عقب تقريرها حول الخارطة السياسية، وهو "انتفاضة" لم تنجح محاولات احتوائها من طرف الداخلية نفسها ولا من طرف الحزب في إنهائها بشكل كلي..

- إطلاق الداخلية لحوار "بديل" مع الأحزاب السياسية، وبسقف أخفض، فهو مقتصر على الانتخابات. قالت الداخلية إنهت تريده تشاورا فنيا؟ هل يمكن نقاش ملف الانتخابات مع الأحزاب السياسية بمعزل عن السياسية؟

- رفض الترخيص للمسيرة التي كان حزب "تواصل" يعتزم تنظيمها السبت الماضي، ودون أي مبرر واضح لهذا الرفض. فالاجتماعات السياسية مستمرة، وآخرها أنشطة الحزب الحاكم، وإجراءات كورونا مرفوعة!

- حالة إحباط عامة من الواقع يستوي فيها المعارض والموالي، وضبابية أفق، حظ الموالي منها أكثر من حظ المعارض.

عموما: الأحداث في هذا السياق أكثر من أن تحصى، ومنها "ملف العشرية"، وما جرى فيه، وما يجري، ومن أخرجوا، ومن سيخرجون لاحقا، ومستقبل الملف برمته!

وهي في مجملها ملفات وأحداث تدفع لطرح السؤال: ما الذي يجري في موريتانيا؟

أحمدو محمد المصطفى