هو العالم العلم والولي الصالح والعابد الورع الحاج الأمين الملقب (بالتواتي) نسبة إلى مكان ولادته بمنطقة اتوات وسط الصحراء الجزائرية.
وهو الحاج الأمين بن المختار بن محمد أحمد بن يعقوب بن حبيب الله بن عبد الله بن موسي بن محم بن الإمام محمد قلي بن إبراهيم الذي ينتهي نسبه الي سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
هاجر جده محمد أحمد التواتي من مدينة شنقيط العالِمة إلى بلاد توات بالجزائر، وذلك في القرن العاشر الهجري.
ويُعد الحاج الأمين بن المختار من أوائل الذين أسسوا حاضرة "قصر السلام" بمنطقة ارگيبة التابعة حاليا لمقاطعة بومديد بولاية لعصابة، ومن أوائل الشناقطة الذين كانوا روادا في تأسيس الركب الشنقيطي المتجه إلى بيت الله الحرام مع غيره من العلماء الرواد والسفراء الأوائل في البلاد المقدسة.
وكان رحمه اللّه تعالى أحد أوعية العلم، ومن أهل الفقه والأدب والفهم،
أسس حاصرته "قصر السلام" على العلم و التقى فقامت على الصفاء الروحي المستمد من كتاب الله وسنة رسوله وهو نهج من الصوفية المبنية علي مبدأ التفقه قبل التصوف، وهي مدرسة أخذها عنه من بعده ابن عمه العالم ذو الورع والصلاح الشيخ الطالب مصطفي الغلاوي بن الطالب عثمان، ومن بعد ذك الشيخ سيد ألمين بن حبيب الجكني.
و يعتبر الحاج الأمين من أوائل الشناقطة الذين أسسوا في البلاد المقدسة الوقف او الحبس ولازال بقية وقفه قائما الي اليوم لينتفع به المحتاجون في المدينة المنورة ومكة المكرمة.
ترك الحاج ألمين بن المختار بعضا من المؤلفات لكنها لم تصل إلينا في أغلبها إلا عبر الأخبار المتواترة في الفقه والتصوف.
ومن التلاميذ و الطلاب الذين أخذوا عنه: الشيخ الطالب بن زيد الأغبدي، والعلامة الشيخ سيدي محمد بن الإمام عبد الرحمن العلوي.
عقب الحاج الأمين من الأبناء خمسة كلهم أعلام ولهم من مناقب العلم والصلاح وفعل الخير والسعي إليه والتضحية من أجل الآخرين ما لا حصر له، ولعل أشهرهم نجله الطالب أحمد ، العالم العامل الصالح الهمام ناصر السنة وقامع البدعة دفين فزان بليبيا الذي ترجم له صاحب فتح الشكور.
وسيدي بن الحاج الأمين
الحاج عبد الرحمن بن الحاج الأمين
محمد بن الحاج الأمين
وهؤلاء الأربعة أشقاء علي الأرجح
و محمد الأمين بن الحاج ألمين الأصغر من أبنائه ولد بالبلاد المقدسة من أم حجازيه .
وقد توفي الحاج الأمين بن المختار الغلاوي في المدينة المنورة, وعاش في القرن الثاني عشر الهجري.
وكان أول من وَقَّفَ من الشناقطة في المدينة المنورة ، وأكثرهم أحباسا ويرجع تاريخ أقدم صك وقفي له قبل ثلاثمائة عام من الآن وتحديدا في شعبان سنة ١١٣٥هـ - في عهد الدولة العثمانية - ولا تزال أوقافه موجودة حتى اليوم - في عهد الدولة السعودية - ينتفع بريعها السعوديون والمقيمون من الشناقطة في المدينة المنورة ، وقد سن الحاج الأمين سنة حسنة حيث أوقف من بعده آخرون على الشناقطة.
لقد كانت همة الحاج الأمين الكبرى ونفسه العالية الأبية هي أهم حافز له على المضي دائما في متابعة "مشروع الهمة الكبرى" الذي أشار صاحب الفتح إلى بعض ملامحه عند ترجمته لابنه الحاج أحمد بن الحاج الأمين دفين فزان بليبيا. فقد كان الحاج الأمين التواتي قد جسد "مشروع الهمة الكبرى" في بلاد الحرمين بوقفه على الحجاج الشناقطة الذي لا يزال ريعه ساريا إلى اليوم، بعد ما أنهكم "صراع الهوية" بهدف نيل حقهم في "الوقف المغاربي".
وهو صراع سيتكرر لاحقا، فالعلامة النحرير محمد محمود ولد التلاميذ -والشيء بالشيء يذكر- حين استدعاه السلطان عبد الحميد الثاني لدي قدومه القسطنطينية (إسطنبول) وأكرمه وأجله وعرف قدره و كلفه سنة 1304 هـ - 1887م ، بالبحث عن الكتب العربية في إسبانيا، وافق ولد اتلاميد على القيام بتلك المهمة مشترطا على الخليفة في ذلك شروطا كان أولها وأهمها عزل ناظر وقف المالكية بالمدينة الذي كان يحرم الشناقطة من حقوقهم في الوقف.
و يملك الوقف اليوم عشرات العمارات و الدور في المدينة المنورة حيث يتم تأجيرها و تقسيم ريعها على الجالية الشنقيطية في المدينة المنورة التي تصل حوالي 22000 نسمة.
وفي السنوات الأخيرة احتدم الخلاف بين أطراف من الجالية الشنقيطية في المدينة المنورة حول الإشراف على ممتلكات الوقف الشنقيطي في المدينة
وفي بداية هذه السنة أصدرت إدارة الوقف مايلي:
"إحاطة للأخوة المستحقين في وقف الشناقطة، أن السبب في تأخير صرف غلة الوقف حسب المتبع سنوياً وهو ما سبق إحاطتكم به بأن المدعو/ محمد الأمين إبراهيم الطالب، تقدم للمحكمة يفيد بأنه من ذرية الحاج الأمين التواتي ويطلب سحب العقارات الموقوفة منه من الوقف وانفراده بغلتها بحجة أنه من ذريته, ودارت معاملة بهذا الخصوص ولم يبت فيها بعد, وقد استوضحنا من محكمة الأحوال الشخصية عما اذا كان بإمكاننا صرف الغلة حسب المتبع في السنوات الماضية أم الانتظار حتى يبت في الموضوع, وقد استوضحت المحكمة بدورها عن ذلك من محكمة الاستئناف وحتى تاريخه لم نتبلغ شيئا, ومازالت إدارة الوقف تتابع القضية ونامل الإحاطة وسنوافيكم بما نتبلغ به والله ولي التوفيق..
حرر في15-01-1444 هـ .
وسمعنا أنه قبل أسبوع أصدرت المحكمة الشرعية في المدينة المنورة حكما خاصا يتضمن أن الوقف المتنازع عليه بين الشناقطة في المدينة المنورة هو وقف خاص بذرية الحاج الأمين الغلاوي المقيمين في المدينة المنورة
كامل الود
من صفحة سيدي محمد إكس