قلتها أكثر من مرة بأن شركة سونيف هي أكبر شركة نقل في موريتانيا، وأعرف أنها هي الشركة الوحيدة حتى الآن التي تغطي كل المحاور الطرقية، وأعرف كذلك أنها لم تتوقف عن نقل الأشخاص على طريق الأمل عندما كانت هناك مقاطع كثيرة متهالكة على هذا الطريق، وذلك بعدما توقفت شركات نقل أخرى كشركة مكة.
أعرف هذا ولا أنكره، وهذا ليس هو محل النقاش..
أعرف أيضا أننا لما زرنا في الحملة عدة شركات نقل في شهر نوفمبر 2018، بعد حادث أليم تعرضت له حافلة لسونيف بسبب السرعة المفرطة عند أغشوركيت، وأدى إلى وفاة 11راكبا بشكل فوري، عندما زرنا شركات النقل في تلك الفترة، وطالبنا بوضع مثبتات السرعة، وجدنا أن شركات مكة والمسافر والأندلس تضع مثبتات السرعة في كل حافلاتها، أما شركة سونيف فوعدتنا في الحملة بوضع المثبتات وأخلفت وعدها.
مرت أربع سنوات على تلك الزيارة ولم نتحدث عن شركة سونيف، ولم نخصها بأي نقد رغم تكرر الحوادث المميتة في حافلاتها، لم نتحدث عنها بشكل خاص، إلا بعد 30 أغسطس 2022 حيث تعرضت إحدى حافلاتها لحادث سير توفي فيه 3 أشخاص بشكل فوري، وأصيب عدد كبير بجرحى، وكان السبب في الحادث هو السرعة المفرطة، حسب شهادة موثقة لأحد المصابين في ذلك الحادث.
بعد هذا الحادث الأليم وجهنا عدة رسائل إلى الشركة وطلبنا منها أن توقف تهور سائقيها، ولكنها لم تستجب، بل على العكس من ذلك أطلقت حملتها في مواقع التواصل الاجتماعي لتقول بأن هناك من يحسدها!! وهناك من يتلقى الأموال من شركات منافسة لتشويه سمعتها!!
ما لفت انتباهي هو أن البعض ممن لم يشارك يوما ولو بتدوينة واحدة في الحد من حوادث السير ، ها هو يدون اليوم بحماس، ويتهجم على شخصي الضعيف، ويدعي بأني أقود حملة لتشويه شركة سونيف!!
قلتها أكثر من مرة وأكررها الآن، وهو أني على استعداد للدعاية لهذه الشركة، ودون مقابل على عكس بعض الذين يدافعون عنها الآن، إذا ما التزمت بأمرين اثنين:
1- أجبرت سائقيها على تخفيف السرعة، أو وضعت في حافلاتها مثبتات السرعة كما تفعل بعض شركات النقل الأخرى؛
2- أن تحسن من تعاملها مع الزبناء.
هذا هو ما نطلبه في الحملة من الشركة، وهي إن فعلته فلن نتردد في الترويج والدعاية لها.
هناك من يقول لماذا لا تتحدثون عن الشركات الأخرى، والجواب بسيط جدا وهو أن بعض هذه الشركات يضع في حافلاته مثبتات السرعة، وبعضها الآخر لا يملك إلا العدد القليل من الحافلات، ولا معنى لأن تقود حملة ضد شركة تملك حافلة أو حافلتين.
نعم شركة سونيف هي أكبر شركة نقل وتملك عدد كبيرا من الحافلات، اللهم زد وبارك، وعدد الركاب في حافلاتها يصل إلى 70 راكبا في كل حافلة مما يعني أنه عندما يقع الحادث في حافلة من حافلاتها فإن الكلفة البشرية تكون أكبر بلغة الاحتمالات من الكلفة البشرية لحادث يقع في حافلة صغيرة.
فيا أيها المدافعون عن سونيف عليكم إن كنتم تريدون مصلحتها حقا - لا مصلحة جيوبكم- أن تنصحوها سرا أو علانية بوقف تهور سائقيها، وبتحسبن خدماتها للزبناء، وهي إن فعلت ذلك - وتمتلك القدرة لفعله- فلن تضرها أي حملة تدوينية ضدها حتى ولو مولتها كل شركات النقل المنافسة.
#السلامة_الطرقية_مسؤولية_الجميع
#معا_للحد_من_حوادث_السير