الحقيقة / نواكشوط / إن للشباب دوراً كبيراً ومهماً في تنمية المجتمعات وبنائها، كما أن المجتمعات التي تحوي نسبة كبيرة من الفئة الشابة هي مجتمعات قوية، وذلك كون طاقة الشباب الهائلة هي التي تحركها، لذلك فالشباب هم ركائز أي أمة وأساس تنميتها وبناة مجدها وحضارتها وسر نهضتها.
يقول سقراط (لا شيئ صعب بالنسبة للشباب …..والعادات الجيده المكتسبه في هذا العمر تصنع الفارق )
من هذا المنطلق، فإنه كما للشباب دور، وعليهم واجب تجاه وطنهم ومجتمعهم، فإن الوطن والمجتمع لا بد أن يوفرا للشباب الظروف الكافية والمناسبة لتحقيق أكبر استفادة من طاقاتهم، فكما كان للجيل السابق من المسؤولين والمشرّعين بصمة في تمهيد الطريق للشباب، فإن المرحلة الحالية تقتضي المزيد من التخطيط لتمكين الشباب من الوصول الى قبة البرلمان بكل شفافيه بعيدا عن الواسطه والمحسوبيه والزبونيه، وذلك باختيار ملفات المترشحين حسب الكفاءه والقدره على ايصال رسالة المواطن الضعيف
وتوفير وسائل الدعم وسبل النجاح، ثم التخطيط لإقامة مؤتمرات علمية وورش عمل ونقاشات، من شأنها توسيع المشاركة السياسيه ، وتفعيل دور الشباب السياسي ، والتأهيل السياسي من خلال التشجيع على الانخراط الإيجابي في قضايا الوطن والمشاركة البناءة في الفعاليات السياسية .
لا شك ان لائحة الشباب في الانتخابات التشريعيه التي كانت من مخرجات التشاور مع الاحزاب السياسيه أسعدت البعض كثيرا وأنا واحد منهم، رغبة في تغيير الدماء داخل البرلمان، وإيمانا بقدرة الشباب على تشكيل وصناعة المستقبل، والذي أصبح في العصر الحالي أساسا لتقدم كثير من الدول، هذا في الوقت الذي شعر فيه البعض الآخر بالتخوف أو الاستهجان، وذلك بسبب المحسوبيه والواسطه ونقص خبرة هؤلاء في الممارسة والثقافة السياسية .
الشباب يحملون طاقات تؤهلهم للصراع والتحدي أكثر من غيرهم، واندماجهم في مسيرة الإصلاح أمر ضروري للغاية، ولنسأل في ذلك البلدان التي التي آمنت بأنهم هم الأقدر على التجديد والتغيير، وشجعت مشاركتهم السياسيه وذللت جميع الصعاب امامهم وعززت روح القياده لديهم وكمثال على ذلك في اقليمنا الجغرافي دولة الامارات وقطر
إن استخدام الشباب في إحداث التغيير والإصلاح، ومشاركته في صناعة القرار في أي مجتمع، إنما يفرغ طاقات هائلة بداخلهم، من الممكن استغلالها بشكل إيجابي في حل العديد من القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
اليوم أصبح دور الشباب في التنمية السياسية أمرا مهمًّا للغاية، وهي مسؤولية جماعية مشتركة،
وعلاقة التنمية بالشباب هي علاقة الفعل بالفاعل، فلا تنمية من دون شباب، و من سمات شبابنا الطموح والجرأة والحماس، لذا وجب استغلال هذه الصفات لتحقيق نهضتنا بالتنمية الشاملة، فالشباب هم عماد المجتمع وأساس تقدمه، فالدول المتطورة دائماً تُولي الشباب أهمية كبرى وتعطيهم أدواراً قيادية بعد توفير أفضل الفرص في التعليم والتدريب والتطوير، لكي يكونوا عناصر فاعلين قادرين على الابتكار، ذلك أن تركهم للفراغ والبطالة يسبب انجرافهم وشعورهم في المجتمع بأكمله بالاحباط.
فالشباب هم عدة المستقبل، فمتى كان واقعهم مشجعاً على العمل كان المستقبل واعداً مليئاً بالأمل، لذا فواجب الحكومه والاحزاب السياسيه والقاده السياسيين جميعاً إعداد جيل مميز صحياً وفكرياً، علماً وعملاً، خلقاً وسلوكاً.
لأن الشباب هم طليعة كل مجتمع، وهم عموده الفقري، ومصدر قوته النشيطة الفاعلة، وتكتسب هذه الشريحة أهمية بالغة باعتبارها مورداً وطاقة بشرية ينبغي الاهتمام بها وتنميتها وتأهيلها في أفق قيامها بأدوار ريادية في مجالات متعددة للنهوض بالمجتمع في ظل تحدي التحولات والمتغيرات الحاصلة اليوم، من أجل المساهمة في التقدم والبناء، الذي هو غاية كل الشعوب، ومن أجل ذلك لابد من توفير بيئة صالحة لتشجيع الشباب، خالية من المحسوبية والعلاقات الشخصية، والمصلحية الضيقة وإعلاء قيم الكفاءة والمساواة وتكافؤ الفرص وتعزيز الإيمان الراسخ بمبدأ العدالة وإتاحة الفرص المتوالية لأمواج متلاحقة من الشباب الواعي القادر على العطاء، المؤهل بفعل توفير أفضل فرص التعليم والتدريب، فالاهتمام بالشباب هو مقياس المجتمع الفاعل، فهم الطاقة والإرادة والقوة، لذا يجب أن يكونوا على دراية ووعي كاملين بحقوقهم وبواجبهم أيضاً نحو مجتمعهم ووطنهم.
إن التمييز والمحسوبية والفساد والتهميش والجمود الثقافي والإيقاف الرياضي تؤدي إلى ظاهرة صعوبة التنافس الاقتصادي، وتشجيع الثقافة الاستهلاكية وفرضها على الشباب، كل هذه معوقات خانقة لا تسمح أبداً بتمهيد الطريق للشباب، ولا تبشر بقدرتنا على الاستفادة من هذه الثروة الهائلة، بل تضع الحواجز أمامهم وتكبح جماحهم وتكبت طموحهم.
د.محمدعالي الهاشمي