التحرر واشكالية الواقعية السياسية/ بقلم الدكتور: محمد غرس الله

ثلاثاء, 01/24/2023 - 19:06

ينتقد تيار التحرر الوطني غالبا الواقعية السياسية، ويصعد هذا النقد الى مستوي العداوة، وانتشرت فكرة تجريم الواقعية واعتبارها تسليم وركون لما يجري، وفي هذا الكثير من الحقيقة، فالحركات التحررية كلها تقريبا، ساعية لتغيير الواقع، وتطويره ..

غير ان امر هذه الواقعية بقي مشوشا دون تمحيص، او مذاكرة لفهم اعمق و أوسع، لغرض الادراك الواعي لطرائق العمل، الضرورة الاساسية للإنجاز ..

فبغض النظر عن تعريف الواقعية، فإن موقع المتحدث، مهم جدا في تحديد قبول الواقعية والرضى بها، او العمل على رفضها ومقاومتها، بل وتجريمها، وهو امر حيوي وضروري لنتمكن من احداث الفعل والانجاز ..

فالذي يملك الادارة السياسية للاوطان وهو يمثلها في واقعها، غير الاخرين الذين لا يملكون من هذه الادارة السياسية شيئا، وهم في موقع خارج هذا الاطار، افراد وجماعات، لم يستطيعوا بناء سياق او اتفاق او تحالف يمكنهم من الوصول لإدارة البلد وتمثل ارادتها السياسية ..

أن موقعك، مهم جدا في الرضي او التعامل، او قبول، او حتى رفض هذه الواقعية السياسية، والحركات التحررية التي لا تتذاكر لفهم هذا، هي فقط مجرد (رغوة فائضة على حواشي الانفعال) لا تنجز شيء غير الكثير من رذاذ اللعاب المتطاير كطفل او كمعتوه يلوح بشفرة الحلاقة على كل شيء يصادفه ..

أن الاسلوب والاسلوبية ضرورة، وعلي الحركات التحررية ان تتذاكر فيما بينها، قبل ان تعتقد انها قادرة علي التغيير، او حتى التأثير النسبي ..

َعلى الذين يعملون، والقادرين علي التعاطي مع قضايا الفكر، ان يقدموا وجبات مركزة في هذا، حتي لا تبقى محاولات التغيير كمضخة تعمل وتدور وتحدث جلبة، وتستهلك جهد ووقت، دون ان تخرج قطرة ماء واحدة ..

..محمد..
من صفحة الكاتب:
https://www.facebook.com/845172953/posts/pfbid06x5pu6ddWzfZX5bcqTUpkNbKs...