الحقيقة / نواكشوط / أعلنت القيادية في حزب تكتل القوى الديمقراطية، منى بنت الدي، استقالتها من الحزب، بعد عرشين عاما من الانتساب له، وسط تفاعل واسع مع استقالة لسيدة ظلت صوتا مدافعا عن حزب التكتل، حتى ارتبط اسمها باسم الحزب.
النشأة
منى التي نشأت في بيئة سياسية وأسرة مثقفة، أمضت طفولتها في نواكشوط؛ عاصمة تحتضن حينها تيارات فكرية وقومية كان لها دور كبير في تشكيل أحزاب سياسية فيما بعد.
قضت منى معظم شبابها خارج موريتانيا، مما جعلها «تحتك بأمم و حضارت مختلفة و فتح ذلك عيني على ما يجب أن يكون عليه وطن يؤمن به أبناؤه» وفق تعبيرها.
سافرت منى في مقتبل الشباب حين كان والدها سيد أحمد ولد الدي يعمل في الديبلوماسية الموريتانية، في العراق و تونس و إسبانيا و بلجيكا و فرنسا.
وتقول منى في تصريح لـ«صحراء ميديا» إن هويتها الفكرية «مختلطة؛ لدي جانب قومي وجانبي إسلامي وآخر يساري؛ أعتز بقوميتي العربية وهويتي الإسلامية».
تضيف: «اعتبر اليسار أقرب لي و أعتقد أن الديمقراطية هي أرقى ما توصل إليه العقل البشري من طرق الحكم».
النضال
أمضت منى عرشين عاما في صفوف التكتل؛ الحزب الذي ظل لسنوات في صدارة الأحزاب المعارضة خصوصا لنظام الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع والرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز.
تؤكد منى لـ«صحراء ميديا» أنها أمضت كل هذه الفترة في «الصفوف الأمامية للتكتل دون أن انتسب لحزب غيره، وكانت تجربة غنية أعتز بها وأفتخر».
طيلة هذه الفترة شغلت منى عدة مناصب في الحزب، حيث كانت عضوا في المكتب التنفيذي، وعضوا في اللجنة الدائمة، ورئيسة لجنة الإعلام، ومستشارة الرئيس أحمد ولد داداه
الاستقالة
تقول منى لـ«صحراء ميديا» إن سبب استقالتها ليس فقط لأنها أقصيت من الترشيحات «بعد أن رشحني الرئيس بتفويض من المكتب التنفيذي و أقر الجميع ذلك الترشيح بل لأن الحزب أصبح فوضى».
انتخابات 2018
وتوضح أن هذه الفوضى تمثلت في دخول «الأمين الدائم الحزب و وزع التوقيعات على زبنائه، في اليوم الموالي لترشيحي، «ضاربا عرض الحائط بقرارات الحزب و رئيسه مع الكثير من اللعب بالحزب و والمتاجرة به مع ثلة قليلة جعلت الحزب ينحرف عن مساره» وفق تعبيرها.
وكانت قد أعلنت في بيان استقالتها أن الحزب الذي «أفنت طاقة شبابها له لم يعد حزبا رغم عظمة رئيسه أحمد وصدقه و نضاله و أخلاقه».
تأتي استقالة بنت الدي بداية موسم سياسي، بدا مشحونا على مستوى جميع الأحزاب السياسية المقبلة على انتخابات بلدية وتشريعية وجهوية، وذلك بعد استقالات وارتحالات متتالية في أغلب الأحزاب.