.png)
.jpg)
الحقيقة /نواكشوط / على وقع انقطاع خدمة انترنت الهواتف تعيش العاصمة الموريتانية نواكشوط بتعداد سكانها الذي يتجاوز المليون نسمة رابع لياليها الهادئة والمتوشحة بالشوارع شبه الخالية، والحواجز الأمنية من مختلف الأجهزة.
وقطعت الحكومة فجر الأربعاء خدمة انترنت الهواتف، عقب احتجاجات في العاصمة نواكشوط، وعدة مدن شمال وجنوب البلاد، وخصوصا نواذيبو، والزويرات، وروصو، وبوكي، وامبان، وبابابى، وكيهيدي.
هدوء وانسيابية
بعد يومين من الاحتجاجات في عدة مقاطعات على خلفية وفاة المواطن عمر جوب خلال احتجازه لدى أجهزة الأمن، عاد الهدوء لشوارع العاصمة نواكشوط وسط انتشار أمني ملاحظ.
هدوء حذر يدخل يومه الثالث مع التزامن مع اقتحامات واعتقالات في عديد مقاطعات العاصمة، رصدتها جهة حقوقية مستقلة.
وتبدو شوارع العاصمة نواكشوط ما بعد منتصف الليل هادئة، وتشهد انسيابية في حركة المرور على محاور كانت ملحوظة النشاط ليليا كشوارع نواذيبو والصحراوي والأمل.
هذه الانسيابية صاحبها تراجع في أعداد نقاط التفتيش الليلي المعهودة التابعة للأجهزة الأمنية على أهم الطرق والشوارع وسط المدينة وفي كبريات المقاطعات، في مشهد غير مألوف خارج أوقات العطل.
تأمين بالسلاح
على طول الطرق الرئيسية في العاصمة تتمركز وحدات من مختلف القطاعات الأمنية والعسكرية، يتوشح بعض أفرادها أسلحة نارية ورشاشة.
محيط القصر الرئاسي والمستشفى المركزي حظيا بأشد مستوى من التأمين خلال الليالي الثلاث السابقة حيث تمركزت أزيد من 6 سيارات للشرطة عند بوابات المستشفى الوطني، مكان وجود جثة الشاب عمر جوب، منذ 3 أيام.
كما لوحظ وجود سيارات شرطة مرابطة حذاء ساحة الحرية قرب القصر، في مشهد أُلف منذ بداية الاحتجاجات.
الانتشار الأمني الملاحظ رافقه وجود دوريات متحركة تجوب مختلف جوانب المدينة، بالإضافة لتمركز فرق أمنية عند جل ملتقيات وسط المدينة والمناطق التي شهدت تحركات احتجاجية الأيام والليالي الماضية.
تأقلم وانسجام
بدت مظاهر النشاط التجاري في العاصمة ليلا هذه المرة أكثر تأقلما مع انقطاع انترنت الهواتف المحمولة، مقارنة بفترة قطع الانترنت المشابهة قبل نحو ثلاثة أشهر.
مظاهر التجمع في المقاهي والمطاعم ليلا حافظت على زخمها في بعض المناطق، فيما انزاحت شعبية أخرى لتصبح نهارية لوقوعها وسط المدينة قرب منشآت حيوية، ونظرا لبحث كثيرين من الرواد هذه الأيام عن خدمة الانترنت الثابت حصرا.
من جهة أخرى عديد المحلات التجارية والمجمعات تبنت سياسة دفع الرسوم عبر خدمة USSD لفائدة أصحاب الحسابات البنكية الإلكترونية، ومثلها المطاعم والمقاهي، مما مكنها من تجاوز عقبة شكلت عائقا أمامها في فترة قطع الأنترنت السابقة.
وتعد هذه هي المرة الثالثة التي يدخل فيها المقيمون على الأراضي الموريتانية في سبات إلكتروني جزئي جراء قطع انترنت الهواتف المحمولة، بعد انقطاعها على خلفية حادثتي الاحتجاجات المصاحبة للانتخابات الرئاسية عام 2019، وحادثة تعقب السجناء السلفيين الفارين من السجن المركزي بنواكشوط في النصف الأول من مارس الماضي.
واعترض سابقا وحديثا عدد من المحامين في البلاد وكذا البرلمانيين على قطع خدمة الانترنت في البلاد، متسائلين عن جهة المسؤولية عما يلحق المواطنين من أضرار مادية ومعنوية جراء قطع الخدمة؟
فيما ترى الجهات الحكومية والأمنية في البلاد وجود مبرر أمني أملى الإقدام على الخطوة لترتيب الأوضاع وتسهيل عمل الأجهزة المعنية بحفظ النظام واستتباب الأمن.
الأخبار
