الحقيقة / نواكشوط /ربما الحنين إلى تلك الأيام هو ماجعلني أكتب هذه الأسطر وربما الجرح الذي بداخلي لم يشفى بعد أو ربما لم أعد أحتمل أن أعيش دور المستمع والمشاهد وأنا أرى الجميع يتحدثون عن قصة أنا جزء منها
لا أستطيع أن أروي كل ماحدث لأنه فعلا كان كابوسا طويلا وحتى الآن لم أستيغظ منه
كنا أسرة واحدة وكانت حياتنا مختلفة نجتمع في كل المناسبات في أفراحنا وأتراحنا كان كل منا للآخر بمثابة السند والأخ كانت جل أوقاتنا تمر بسرعة لأنها مليئة بالحب والمفاجئات إلا لحظة رحيلهم لم تكن بتلك السرعة وكأن عجلة الزمن توقفت وكأن الحياة أظلمت لتعلن عن ميلاد أيام صعبة فبعض أفراد تلك الأسرة في غرف الإنعاش ينتظرون ساعة رحيلهم والبعض الآخر في ساحة وأزقة المستشفى ينتظرون أي خبر عن اصدقائهم
بعد الحادث بلحظات جادت المرحومة بروحها الزكية ورحلت عن عالمنا تاركة خلفها جرحا عميق وبدأ الحزن يخيم والتشائم يسكن الجميع وماهي إلا أيام حتى انتقل أعلي إلى جوار ربه ليطوي برحيله صفحة ناصعة من الأخلاق والعفة والتواضع
وأنا الحي الميت الذي كتب له أن يعيش المعناة وان يكون شاهدا على كل تلك المأساة أعلم بأن هذا قدر الله ونحن به راضون لكن هول الصدمة جعلني أتمنى أن أكون مكان أحدهم أو لربما حبي لهم وتعلقي بهم هو ماجعلني أفكر بتلك الطريقة
أعلم يقينا بأن هذه هي سنة الحياة وأننا لامحالة راحلون لكن ألم الرحيل أصعب من الرحيل بذاته
أسأل الله عز وجل أن يرحمهما برحمته التي وسعت كل شيء وأن يدخلهما فسيح جناته وأن يلهمنا الصبر والسلوان
وإنا لله وإنا إليه راجعون
مولاي المهدي