أعتقد أن الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني قد يكون مضطراً لإعادة الثقة في وزيره الأول محمد ولد بلال مكرهاً غير بطل، حتى لايتم حرمان شريحة لحراطين من المناصب الأسمى في الدولة، بعد أن تم انتخاب الجنرال ولد مگت لرئاسة البرلمان، لأن الرئيس سيجد نفسه أمام خيارين صعبين، فإما أن يتم تعيين وزير أول من غير شريحة لحراطين فنكون بذلك أمام واقع يقصيهم به من المناصب العليا، أو أن يعين وزيرا أول من لحراطين غير ولد بلال فيكرّس واقعا آخر يجعل "منصب الوزير الأول" محجوزا مستقبلًا للحراطين، ليثير أي تعيين في المستقبل لوزير أول من خارج شريحتهم امتعاضهم و احتجاجهم على "انتزاع حقهم منهم".
و أمام هذه الخيارات الصعبة قد تكون إعادة الثقة في ولد بلال ارتكاباً لأخف الضررين، مع أن وجهة نظري الشخصية أنه لا ضرر أكثر فداحة من وزير أول ضعيف، واجم أمام الصعاب، مرتعش عند ارتقاء السلالم..
إعادة الثقة في ولد بلال أيضا ستكرس في أذهان المواطنين أن الرئيس راضٍ عن الأداء المتواضع لكبير فريقه التنفيذي، و أنه قد وجد فيه ضالته المنشودة، و هو ما سيقتل فكرة أن الرئيس مازال يبحث عن الأفضل الذي لم يعثر عليه بعد.
قد تخرج إعادة الثقة في ولد بلال الرئيس غزواني من مأزق خياراته "المحرجة" لكنها ستضره جماهيرياً وشعبياً، والحال أن الانتخابات الرئاسية منا مزجرَ الكلب أو هي أقرب.!
حنفي ولد الدهاه