قال تعالى {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا الله عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرْ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاَ}، وقال تعالى {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}*.
بقلوب يعتصرها الأسى و الحزن فقدنا الوالد الإمام و القارئ محمد و لد سيد محمد و لد ابهادي، و هو مصاب جلل و رزء كبير، نتقاسم ألمه مع مجتمعنا، و أصدقاء الفقيد و طلبته و محبيه وعموم الشعب الموريتاني.
لقد كرس الفقيد عمره للدعوة إلى الله و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، وخدمة كتاب الله وتعليمه، و بفقده تفقد الدعوة و التربية علما من أعلامها و شيخا من شيوخها المؤسسين و نموذجا حيا للاستقامة و البذل والتضحية في سبيل الدعوة والتمكين لها.
إن جرحنا غائر و مصابنا كبير، لكن وقوف جموع المعزين التي تداعت من مختلف فئات و أطياف المجتمع، من العلماء والأئمة و القادة، و القبائل، و الأحزاب السياسية و المنتخبين، و من تلامذة الفقيد و محبيه، خفف من مصابنا و أسهم في مواساتنا.
إننا باسم أسرتنا الخاصة و مجتمعنا بشكل عام نشكر كل من واسانا في مصابنا؛ نشكر من حضر للصلاة، و من حضر معزيا و من عزى شعرا أو نثرا، و من اتصل لتقديم واجب العزاء. ومن كتب عن مناقب الفقيد، و من أثنى عليه أو دعا له.
و إننا إذ نستقبل واجب العزاء من الجميع، لنعزي الجميع؛ تلامذة الفقيد و أصدقاءه و محبيه، و لا نقول إلا ما يرضي ربنا. إنا لله و إنا إليه راجعون، و إنا على فراق والدنا و شيخنا لمحزونون.
و ما كان قيس هلكه هلك واحد
و لكنه بنيان قوم تهدما
أسرة أهل ابهادي
19/07/2023