نقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن مسؤول عسكري غربي أن قادة الانقلاب في النيجر طلبوا المساعدة من مجموعة "فاغنر" الروسية الموجودة في مالي للتعامل مع التدخل العسكري المحتمل لمجموعة "إيكواس" التي تنتهي مهلتها للانقلابيين بتسليم السلطة خلال ساعات. في غضون ذلك، شدد جيش النيجر اليوم السبت على رفضه التراجع عن الانقلاب، وبينما حددت تشاد موقفها من شن عمل عسكري ضد جارتها الغربية، قالت فرنسا إنها تأخذ الأمر على محمل الجد.
وذكرت وكالة "أسوشيتد برس" أن أحد قادة الانقلاب زار مالي، وأجرى اتصالات مع أحد أفراد فاغنر، وأبلغه بحاجة قادة الانقلاب لمساعدة المجموعة العسكرية الروسية المنتشرة هناك.
ووفق الوكالة، فإن الطلب جاء خلال لقاء بين الجنرال النيجري ساليفو مودي وممثل عن فاغنر في مالي.
وقال مسؤول غربي لأسوشيتد برس إن الانقلابيين في النيجر يحتاجون إلى فاغنر لضمان بقائهم في السلطة، كاشفا عن أن المجموعة العسكرية الروسية تدرس الطلب.
وكان رئيس النيجر المعزول محمد بازوم حذر الخميس الماضي -في مقال رأي نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية- مما وصفها بعواقب مدمرة للانقلاب على العالم، معتبرا أن منطقة الساحل قد تنتقل إلى نفوذ روسيا عبر فاغنر. ودعا واشنطن والمجتمع الدولي إلى مساعدة بلاده على استعادة النظام الدستوري
وكانت تقارير فرنسية حذرت من لجوء قادة انقلاب النيجر للاستعانة بقوات فاغنر للبقاء في السلطة، خاصة بعد ظهور مواطنين يرفعون علم روسيا خلال مظاهرات داعمة لهم بالعاصمة نيامي، وهو ما نفاه النيجريون حينها.
ومع اقتراب انتهاء مهلة مجموعة "إيكواس"، قال مفوض الشؤون السياسية والسلام والأمن في دول المجموعة عبد الفتاح موسى إن قادة الأركان بدول المجموعة وضعوا خطة لتدخل عسكري محتمل في النيجر، في حالة عدم تنحي قادة الانقلاب.
وأضاف موسى -عقب اجتماع إقليمي في أبوجا- أن التكتل لن يكشف لمدبري الانقلاب متى وأين ستكون الضربة، و"هو قرار سيتخذه رؤساء الدول".
لكنه شدد على أن دول المجموعة تأمل التوصل لحل سياسي، وتمنح لقادة الانقلاب كل الفرص الممكنة لإعادة السلطة للرئيس المنتخب محمد بازوم.
يأتي هذا عقب انتهاء اجتماعٍ رَفع فيه قادة الأركان لمجموعة دول غرب أفريقيا توصياتهم إلى القادة الذين سيتخذون القرار بشأن التدخل.
وتعليقا على هذه التطورات، أكد رئيس وزراء النيجر المعزول حمودو محمدو للجزيرة ثقته في أي تحرك عسكري لمجموعة إيكواس، ويأمل الوصول إلى حل تفاوضي، مشيرا إلى عدم وصول أي رد إيجابي من قادة الانقلاب على طلب إيكواس.
وفي المواقف الدولية، قالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا إنه يجب أن يؤخذ التهديد باللجوء إلى التدخل العسكري في النيجر على محمل الجد.
وأضافت أن أمام الانقلابيين مهلة حتى يوم غد، لوقف ما وصفتها بالمغامرة وإعادة الديمقراطية، مشددة على ضرورة الإصغاء لكل دول المنطقة والمجموعة الدولية، وفق تعبيرها.
كما جددت كولونا دعم فرنسا الكامل للرئيس محمد بازوم وحكومته؛ وقالت إنهما يمثلان السلطات الشرعية الوحيدة في النيجر. وأكدت وزيرة الخارجية الفرنسية دعمها لجهود إيكواس لإحباط محاولة الانقلاب في النيجر.
بدورها، أكدت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية آن كلير لوجوندر -في حديث للجزيرة- أن الهدف في الوقت الحالي هو تجنب الوصول لفرضية التدخل العسكري في النيجر.
كما قالت المتحدثة الفرنسية إن محاولة الانقلاب في النيجر من تدبير مجموعة صغيرة من العسكريين الذين أخذوا الرئيس المنتخب ديمقراطيا رهينة ويفرضون سلطة استبدادية، حسب تعبيرها.
وفي السياق، قالت سفيرة النيجر في باريس عيشاتو بوعلاما كاني للجزيرة إن موقف فرنسا يدعم جهود إيكواس، وأعربت عن أملها في التوصل لحل سلمي بدل اللجوء للقوة