الحقيقة / نواكشوط / قال منتدى آوكار للتنمية والثقافة والإعلام إن الحكومة الموريتانية مطالبة بتأجيل مهرجان مدائن التراث المقرر تنظيمه سابقا بمقاطعة ولاته يوم الثامن دجمبر 2023 بدل تحجيم الأنشطة والقيام بتظاهرة تستنزف الموارد، ولاتحقق الهدف الذى من أجله أقر النشاط، وتم التنصيص على تطويره مع بداية حكم الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى.
ورأى منتدى آوكار فى تصريح صادر عنه مساء اليوم الجمعة 17/11/2023 أن سكان المنطقة يحتاجون إلى تظاهرة مكتملة الأركان، فى جو يمكن فيه الفرح، والظرفية الحالية تقتضى إبقاء الأنظار مركزة على الحدث الأبرز على الساحة العالمية (حرب الإبادة بقطاع غزة)،وليس من المعقول أن يحتفل السكان فى أجواء دامية كهذه، ومن حقهم أيضا أن يتمتعوا بنسخة مقبولة من المهرجان، بدل تقليص الإجراءات المعمول بها سابقا، وهدر الموارد المالية، مع إلغاء العديد من الأنشطة الترفيهية التى يحتاج إليها السكان، أو المشاركة فى أنشطة فلكلورية أعدوا لها العدة منذ فترة، وتشكل المحافظة عليها إحدى رسائل المهرجان، وفيها جوائز ينتظرها البعض، وحضور يرغب فيه كل أبناء المنطقة، وبعض ضيوفها من المدن الأخرى الزائرة.
وأكد المنتدى أن تأجيل المهرجان إلى نهاية شهر دجمبر 2023 قد يكون الخطوة الأمثل، والإجراء الملائم للموقف الذى تبنته موريتانيا بعد إعلان إسرائيل الحرب على قطاع غزة، والقاضى بتقليص الأنشطة الإحتفالية، تضامنا مع الأشقاء فى فلسطين.
وأعتبر المنتدى أن التأجيل قد يمنح الحكومة فرصة لإقرار أنشطة تنموية تكون رافد إستقرار بالمنطقة، كبلورة مشروع خاص بمواجهة آثار الجفاف الذى تعتبر ولاته أبرز متضرر منه هذه السنة، وذلك بإطلاق مكونة توفير المياه والأعلاف بشكل مبكر هذه السنة، وإقرار برنامج خاص بالتوزيعات الغذائية فى القرى الريفية المحتمل تضررها من تبعات النقص الحاد فى المراعى، وشبح الجفاف الذى يخيم على المنطقة بشكل عام.
كما قد يتيح الحيز الزمانى المتبقى من إقرار برنامج خاص لفك العزلة عن المنطقة عبر بناء شبكتين للهاتف الجوال ببلدية "الباطن" ، كبرى المجالس المحلية بولاته، واحدة فى الجنوب والأخرى فى الشمال، والإعلان عن مركز إدارى بمنطقة آوكار، يشكل رسالة دعم وضبط لسكان المناطق النائية، ورسالة سياسية بالغة التأثير من صاحب القرار الأول (رئيس الجمهورية) إلى جمهور الريف الذى يشكل القوة الضاربة فى المقاطعة، والمجالس المحلية المجاورة لها (أنولل/ أطويل/ أم الحياظ).
وأعتبر المنتدى أن النخبة السياسية المنشغلى حاليا بجلسات البرلمان، والترتيبات الإدارية فى مجمل القطاعات الوزارية مع نهاية السنة المالية، والظروف السياسية العالمية، والرغبة فى أن تكون ولاته محطة من محطات التدافع السياسى فى بداية مرحلة جديدة من عمر الدولة الموريتانية (المأمورية الثانية للرئيس)، كلها مبررات كافية لإعادة النظر فى تاريخ المهرجان، من أجل جو أفضل، وتحضير أكبر.