الحقيقة / نواكشوط / وشح الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني صباح اليوم في حفل رفع العلم، بمناسة الذكرى 63 لعيد الاستقلال، الزعيم التاريخي للمعارضة الديمقراطية أحمد ولد داداه بوسام ضابط من نظام الاستحقاق الوطني، وهو أعلى وسام في نظام الاستحقاق الوطني.
ويعتبر ولد داداه أول زعيم لمؤسسة المعارضة الديمقراطية في موريتانيا ومرشح سابق للانتخابات الرئاسية.
ويتزعم ولد داداه حزب تكتل القوى الديمقراطية، وهو خبير اقتصادي.
حصل ولد داداه على شهادة في الاقتصاد من جامعة السوربون في باريس بفرنسا عام 1967، ودبلوم الدراسات العليا في الاقتصاد من جامعة دكار بالسنغال، وهو يجيد اللغات: العربية والفرنسية والإنجليزية.
بدأ أحمد ولد داداه مشواره الوظيفي عام 1967 مستشارا اقتصاديا وماليا لرئيس الدولة، وفي السنة التالية تمَّ تعيينه أمينا تنفيذيا لمنظمة استثمار نهر السنغال، ثم مديرا عاما لشركة الاستيراد والتصدير "سونمكس" حتى عام 1973 إذ عُيِّن محافظا للبنك المركزي الموريتاني للفترة 1973-1978، ثم عُيِّن وزيرا للمالية والتجارة عام 1978 قبل أن يطيح العسكر بحكومة أخيه المختار ولد داداه في يوليو/تموز 1978.
عمل خارج الدولة الموريتانية منذ 1982 استشاريا مستقلا وخبيرا في البنك الدولي، ثمَّ عاد إلى وطنه وتقلد عدة مناصب غير سياسية، من بينها: رئيس الغرفة التجارية والصناعية، ورئيس اللجنة الوطنية للصفقات. كما تقلب الرجل في عدة مراكز مالية دولية، فكان أول رئيس للمركز الأفريقي للدراسات النقدية، ومحافظا في صندوق النقد العربي، ثم محافظا للصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، ومحافظا في البنك العربي للتنمية في أفريقيا، وأخيرا محافظا في صندوق النقد الدولي.
وُضِع أحمد ولد داداه قيد الإقامة الجبرية بعد الانقلاب العسكري الذي أطاح بحكومة أخيه المختار من يوليو/تموز 1978 إلى نوفمبر/تشرين الثاني 1982.
وفي نهاية عام 1991 تمَّ ترشيحه باسم المعارضة الموريتانية للانتخابات الرئاسية الأولى، فحصل على نسبة تناهز 33% من الأصوات، وقد اتهم حينها السلطات بتزوير النتائج لصالح مرشح النظام معاوية ولد سيدي أحمد الطايع.
وتضم المعارضة التي رشحته حينها قاعدة من بينها الإسلاميون واليساريون والحركات القومية الزنجية وحركة الحر التي تمثل شريحة "الحراطين" (وهو مصطلح يطلق على الأرقاء السابقين).
وقد التأمت جميع هذه التيارات السياسية عام 1992 في حزب اتحاد القوى الديمقراطية/عهد جديد، وعُيِّن أحمد ولد داداه أمينا عاما له، وظل أهم حزب سياسي معارض في تسعينيات القرن الماضي إلى أن حُلَّ في 28 أكتوبر/تشرين الأول 2000 قبل أن يتعرض لسلسلة من الانشقاقات، إذ تولدت منه أغلب أحزاب المعارضة الحالية، كما عاد بعض أعضائه ومؤسسيه إلى الحزب الجمهوري الحاكم.
وبعد تسعة أشهر من حَلِّ حزب اتحاد القوى الديمقراطية، أسس مناصرو أحمد ولد داداه حزبا جديدا باسم تكتل القوى الديمقراطية في يوليو/تموز 2001، ليصبح ولد داداه رئيسه بعد ذلك.
قاطع ولد داداه الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 1997، ثم تقدم مرشحا للانتخابات الرئاسية عام 2003، ثم ترشح مجددا عام 2007 وحَلَّ ثانيا، ثمَّ ترشح في انتخابات 2009، قبل أن يعود لتزعم المعارضة الموريتانية