كانت ولاية الحوض الشرقي على موعد مع زيارة تاريخية لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، عكست مستوى اهتمام فخامته بهذه الولاية، و المكانة التي تحتلها في سلم أولوياته، كما عكست الاستقبالات الشعبية الحاشدة التي حظي بها رئيس الجمهورية مستوي تعلق ساكنة الحوض الشرقي بفخامته، و مدى امتنانهم لما تحقق لولايتهم في ظل عهده الميمون
لقد كانت هذه الزيارة الميدانية فرصة للوقوف على مستوى التقدم في تنفيذ المشاريع، و إعطاء التعليمات اللازمة من أجل تنفيذها في الأجال المحددة. كما تشكل فرصة للاستماع عن قرب لأمال و تطلعات المواطنين.
كما انها فرصة للمراقبين، و المهتمين بولاية الحوض الشرقي و لأطرها و فاعليها السياسيين بالوقوف على ما تحقق خلال فترة وجيزة، لهذه الولاية التي ظلت منسية و مركونة على الهامش إلى أن جاء رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني فأولاها العناية الخاصة، و أفردها بخطط و مشاريع تنموية تناسب حاجتها التنموية و حجمها الديمغرافي، و أهميتها الاستراتيجية
و قبل الخوض في الخصوصية التي حظيت بها ولاية الحوض الشرقي، لا بد من بالتذكير ببعض الملامح العامة التي تميز حكم صاحب الفخامة محمد ولد الشيخ الغزواني، و التي جعلت من فترته فترة إجماع و إصلاح و تنمية
و مع الاعتراف بالتقصير عن الإحاطة بكل المميزات الإيجابية لهذا العهد الميمون إلا أن بعض السمات الدالة تساعد في فهم التحول العميق الذي شهدته موريتانيا تحت قيادته الرشيدة
1- تطبيع الحياة السياسية، و العلاقات البينية بين مختلف الأطراف السياسية، و الاحتفاظ بالود و الاحترام، لكل الشركاء موالين كانوا أو معارضين، و الاعتراف للجميع بدورهم في بناء الوطن و تقدير جهودهم التي لا غنى عنها في بناء مجتمع متماسك يشترك في الهم الوطني، و يختلف في تقدير المصلحة، و هذا لعمري ملمح جدير بالتثمين، بعد عقود من التشرذم، و التنافس الحدي، والاختلاف المميت. ونتيجة لهذا التطبيع الضروري اختفت خطابات التخوين، و الكراهية، و ذهبت إلى غير رجعة مظاهر التفرقة و الشرائحية، التي وصلت في فترات سابقة إلى مستويات تهدد كيان الدولة و مستقبلها
2- العناية بالطبقات الهشة حيث شكل اهتمام رئيس الجمهورية بالطبقات الهشة و المغبونين، ملمحا لافتا بدأ بتشخيص الداء؛ المتمثل في وجود هوة فسيحة بين طبقات المجتمع، و بدأ التفكير في جسر تلك الهوة، من خلال وضع برامج تناسب الوضعية الصعبة و المعقدة لغالبية الشعب الموريتاني، فتم وضع خطط استعجالية، و متوسطة، و التخطيط الاستراتيجي للقضاء على مظاهر التفاوت الكبيرة، فتم توزيع المساعدات الآنية، و توفير رواتب ثابتة لبعض الأسر الأكثر فقرا، كحل مؤقت، و تم تمويل المشاريع المدرة للدخل كحل أكثر استدامة، و تم الانتقال للحلول الجذرية من خلال مشروع المدرسة الجمهورية التي تضمن ولوج الجميع إلى سوق العمل بشكل متساو، وهو ما يشكل حلا استراتيجيا قد يطول أمد حصاده لكنه سيأتي بنتائج كبيرة يستعيد خلالها سكان الأرياف و الأعماق، حقوقهم المسلوبة طيلة قيام الدولة
و أشفعت هذه الإجراءات بتوفير التأمين الصحي لكل المواطنين، من خلال مؤسستين كبيرتين، تم استحداث إحداهما في هذا العهد الميمون( الصندوق الوطني للتأمين الصحي كنام- و الصندوق الوطني للتضامن الاجتماعي كناس)
3- البناء الاستراتيجي
عانت الدولة الموريتانية من ضعف التخطيط و المواقف الارتجالية، و هكذا تحولت المنجزات و المشاريع الاستراتيجية إلى إنشاءات ضعيفة التخطيط، قليلة الجودة، ما تلبث أن تنهار ليعاد ترميمها من جديد في رحلة سيزيفية حكمت على الدولة بالبقاء في طور التأسيس، و المراهقة رغم بلوغها لسن النضج و الاستواء على الأشد، فلا يتصور أن تكون عاصمة دولة في عقدها السابع لا تتوفر على المياه و لا على الكهرباء، و لا توجد بها شبكات الصرف الصحي، فضلا عن شبكات الطرق المتطورة. و قد واجه صاحب الفخامة هذه الوضعية، بالحرص على جودة المنجز، و البناء على أسس صلبة غير مهتم بالمستعجلين، فبناء الدول يحتاج لتدبير و ترو، و دراية تتعالى على المنجزات الورقية، المهتمة بالتسويق الاعلامي و الاستهلاكي الشعبوي العدمي
تلك ملامح دالة يلاحظها كل منصف سواء كان داعما لفخامة الرئيس أو غير داعم، و من خلالها ندرك أن موريتانيا كانت محظوظة بتولي قائد بهذا الحجم من الدراية و العزم، و التخطيط، لقيادتها في هذه الفترة الحساسة.
و بالعودة إلى زيارة فخامة رئيس الجمهورية لولاية الحوض الشرقي، نحاول الوقوف على ما تم تشييده في هذه الولاية من منحزات كبيرة يمكن القياس عليها، إذ أن حجم المنحز شمل كل ربوع الوطن دون تمييز و لا توجيه
تعتبر ولاية الحوض الشرقي إحدى أهم ولايات الوطن، نظرا لحجمها و تموقها، و أهميتها الاقتصادية، ونظرا لهذه الخصائص فقد تم انشاء مؤسسة خاصة بتنمية الحوض الشرقي، و تخصيص تمويل سخي لإحداث نهضة اقتصادية و اجتماعية، تعزز مكانة الحوض الشرقي و تخوله الاستفادة من موارده الاقتصادية الهائلة، و في هذا الإطار تم تنظيم معرض للثروة الحيوانية، أسفر عن جمع تمويلات كبيرة يتم استخدامها - حاليا- في تطوير المنتج الحيواني، من خلال وضع استراتيجيات، و إنشاء مصانع للألبان، و اللحوم، و الجلود، و مع تجسيد هذه الخطط ستحقق الولاية نهضة ذاتية و تنمية محلية تجعلها قطبا اقتصاديا وطنيا مهما
كما تم إنجاز العديد من المشاريع الهامة نذكر منها على سبيل المثال:
انجاز ما يزيد على 70 من الابار الارتوازية و العديد من الابار الرعوية، كما تم انجاز العديد من شبكات توزيع المياه داخل المدن والقرى
بناء 41 مدرسة ابتدائية و
9 اعداديات و1 ثانوية
10 مراكز صحية
4 مخططات عمرانية في كل من النعمة و تمبدغة و جيكني و ولاته
إنشاء مجمع "بقلة" التابع لمقاطعة عدل بكرو و بناء جميع منشأته العمومية
بناء و ترميم 25 سدا و 1800 حاجز رملي
كهربة ما يزيد على 20 قرية على عموم الولاية
توفير التأمين الصحي لما يزيد على 23 الف اسرة
استفادة آلاف الاسر في الولاية من توزيعات نقدية ورواتب ثابتة
كما قامت خلية تنسيق مشاريع تنمية الحوض الشرقي بالعديد من التدخلات التنموية الهامة، و التي تنعكس على الحياة اليومية للمواطن
وخصصت مندوبية تآزر خلال الأربع سنوات الماضية غلافا ماليا في حدود 23 مليار اوقية ساهمت في تعزيز البنية التحتية المدرسية، والصحية.
كما أن طريق تجكجة سيلبابي من الطرق الوطنية الأكثر حيوية و هو أمل سكان وسط البلاد و جنوبها و سيساهم بشكل كبير في فك العزلة و في الرفع من مستوى الحياة اليومية للمواطنين، كذلك يعتبر انشاء طريق يربط الشريط الجنوبي للحدود الوطنية من سيلبابي الى الحدود الجنوبية للحوض الشرقي، سيشكل رافعة تنموية حقيقية لسكان تلك المناطق و للوطن بشكل عام.
إن المتابع للمشاريع التنموية في الولاية و في الوطن ككل، يدرك حجم المنجز و النهضة الحقيقية التي تسير بالبلاد وفق رؤية واضحة و متانية، إلى حياة كريمة و مزدهرة. الأمر الذي أدركه سكان الولاية، و لم يتأخروا عن استقبال فخامة رئيس الجمهورية و التعبير له عن امتنانهم و تثمينهم لما تم إنجازه.
فكانت هذه الزيارة فرصة "لحلف الاجماع" على مستوى مقاطعة تمبدغة لرص الصفوف وحشد القواعد و تعبئتها لتتمكن من استقبال فخامته، فقد سهر قادة الحلف على تنظيم أكبر مسيرة استقبال دخلت مدينة النعمة، وأشادت السلطات الإدارية بحجمها و تنظيمها.
إن هذا الحلف الكبير الذي يعتبر الممثل الحصري لحزب الإنصاف على مستوى المقاطعة يمتلك قواعد شعبية عريضة مكنته من اكتساح المقاطعة في الانتخابات الماضية ( نواب المقاطعة و 4 عمد من اصل خمسة ) و استطاع بهذا التمثيل الذي منحه السكان أن يكون الواجهة الرسمية للمقاطعة، لذلك يفضل البعض تسميته بحلف "النواب و العمد. يستمد مكانته من جماهير المقاطعة و يحظى بتأطير و إشراف منتخبيها، و بعض رجال أعمالها المخلصين في دعم فخامة الرئيس. ظل الحلف مستعدا دائما لدعم كل برامج الدولة الهادفة إلى خدمة المواطنين، وقد ظهر ذلك من خلال تسخير كل إمكاناته للسلطات المحلية و إسنادها في عمليات التحسيس ، سواء المتعلق منها بالحملات الصحية، أو الإحصاء الإداري، أو حملات التثقيف، حول مخاطر الإضرار بالبئة، و التحسيس بضرورة مواكبة المدرسة الجمهورية.
إن مناضلي ومناضلات حلف الاجماع وسكان الحوض الشرقي بشكل عام، ونظرا للمنجز غير المسبوق الذي تحقق لولايتهم و لمختلف ولايات الوطن، ليطالبون فخامة رئيس الجمهورية بالترشح لمأمورية ثانية من اجل استمرار عجلة البناء والإصلاح و تنفيذ الورش و المشاريع التي تم إطلاقها في هذه المأمورية المباركة.
محمد محمود ولد عبد الله
إطار في وكالة سجل السكان و الوثائق المؤمنة