أن تولد مسلماً في بلد لغته الرسمية هي العربية، وأن يمتد بك العمر إلى الخمسين أو الستين عاما، وتتعلم خلال عمرك هذا لغة أو لغتين أو أكثر من لغات العالم ودون أن تتعلم اللغة العربية، فهذا يعني أن هناك خللاً ما يجب تصحيحه.
فكيف لمسلم ذي فطرة سليمة أن يقبل بأن يتعلم لغة أخرى مهما كانت، وذلك من قبل أن يتعلم اللغة العربية، والتي هي اللغة الوحيدة من بين كل لغات العالم التي ستمكنه من تدبر كتاب ربه، ومن أداء شعائره الدينية على أحسن وجه؟
كيف لمسلم أن يقبل بتعلم لغة أخرى من قبل تعلم اللغة العربية التي اختارها الله لأن ينزل بها آخر كتبه، وأن يجعلها وعاءً للسنة النبوية الشريفة؟
يتأكد السؤال إذا كان ذلك المسلم يعيش في بلد لغته الرسمية هي اللغة العربية كما هو الحال في موريتانيا.
سمعتُ ذات مرة عمدة سابق يقول بأنه تعلم اللغة الفرنسية والانجليزية والاسبانية والألمانية في موريتانيا، ودون أن يتعلم اللغة العربية!!!!!
إن اللغة العربية يجب أن تكون بمنزله "اللغة الأم" لكل مسلم أنعم الله عليه بأن هداه إلى الإسلام، وهي لغة الأمة الإسلامية جمعاء، وذلك لأنها هي اللغة التي نزل بها القرآن.
إن اللغة العربية ليست لغة قوم، وإنما هي لغة أمة إسلامية جمعاء، وعلى كل مسلم أن يتعلمها بنفس الحماس الذي يتعلم به لغته الأم. أما من كانت اللغة العربية هي لغته الأم، وهي لغته بلده الرسمية، فتعلم لغة أخرى من قبلها يعدُّ حماقة ما بعدها حماقة.
إن كل مسلم ذي فطرة سليمة سيحب اللغة العربية، وسيعتز بها، وسيعمل من أجل التمكين لها، ويكفيه أن الله جل جلاله قال في محكم كتابه:
((إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)) الآية 2 سورة يوسف.
((وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا)) الآية 37 سورة الرعد.
((وَهَٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ)) الآية 103 سورة النحل.
((وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَٰهُ قُرْءَانًا عَرَبِيًّا)) الآية 113 سورة طه.
(( ِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ)) الآية 195 سورة الشعراء.
((قُرْءَانًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِى عِوَجٍۢ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ)) الآية 28 سورة الزمر.
((كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)) الآية 3 سورة فصلت.
((إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)) الآية 3 سورة الزخرف.
((وَهَٰذَا كِتَٰبٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَانًا عَرَبِيًّا)) الآية 12 سورة الأحقاف.
صدق الله العظيم.
حفظ الله موريتانيا..
محمد الأمين الفاضل