الندوة التأبينية في الذكرى الحادية عشر لرحيل الزعيم الرمز الرئيس الأسبق المصطفى ولد محمد السالك رحمه الله والتي نظمت مساء يوم أمس بفندق موريساتتر كانت مناسبة وطنية بامتياز ليس بالنظر لحجم ونوعية الجموع التي حرصت على الحضور بفعالية واهتمام كبير لها وإنما لما كشفته من خصال وطنية نادرة لأحد أبناء موريتانيا البررة..
لقد كشفت سيرة الرئيس الراحل المصطفى ولد محمد السالك العطرة عن آيات النبوغ والذكاء والوطنية التي صاحبت حياته منذو ارهاصاتها الأولى في المدرسة مرورا بالتخرج والعمل وتقلد المناصب الإدارية وحتى حين وصل إلى سدة الحكم..
لقد برهن خلال هذه الحقبة وبحسب شهادات من عاصروه عن درجة عالية من التضحية والاستعداد التام للدفع بالغالي والنفيس من اجل موريتانيا ..
ولعل قراره التاريخي بوقف الحرب الطاحنة في الصحراء وحقنه للدماء الزكية بين الأشقاء كان القرار الذي جنت الاجيال من بعده ثماره اليانعة في انقاذ كيان الدولة وانتشالها من التشتت والضياع والعجز..
كما برهن تخطيطه للانقلاب عن نفس ديمقراطي تشاوري ورفض لمنطق الاستبداد والتسلط الشيء الذي عكسه الجناح المدني الذي كان في قلب تلك الحركة التاريخية..
اما عن نزاهة الرئيس الراحل المصطفى ولد محمد السالك وبراءة ذمته من الأموال العمومية فهي قصة أخرى تضرب نموذجا نادرا من القادة والعظماء الوطنيين الشرفاء وهناك قصص تحكي عن تحويله لهدايا مالية ضخمة ممنوحة لشخصية من ملوك ورؤساء إلى خزينة الدولة رافضا استلامها أو الاستئثار بها لنفسه يضاف لذلك خروجه من السلطة من دون سيارة شخصية...
نجل الرئيس الراحل السيد الفاضل اباي ولد المصطفى ولد محمد السالك ونيابة عن اسرة الرئيس الراحل كان قد ألقى كلمة مؤثرة عن الرئيس الراحل تناولت خصاله الشخصية و تاريخه وتجربته في التضحية من أجل موريتانيا اضافة لما كان يحظى به من تقدير في كل مناطق الوطن التي عمل بها مدرسا وجنديا فيما بعد..
كما عدد هذه الخصال بوقائع وشهادات تؤكد بلاشك صفات القيادة القطرية التي تلازم طبعه وطبيعته..
وتم عرض شريط وثائقي للرئيس الراحل تضمن شهادات بعض من عاصروه من سياسيين وعلماء وقادة راي أجمعوا على ما كان يتحلى به من شهامة وكرم ومن بساطة وتلقائية..
هذه شذرات قليلة جدا من سيرة رجل عظيم ومربي كبير تضرب المثل الأعلى للاجيال الجديدة والتي عليها ان تستلهم منه الدروس وان تتعلم من مدرسته الوطنية الخالدة..
رحم الله الرئيس الراحل المصطفى ولد محمد السالك والهم عائلته الكبيرة والصغيرة الصبر والسلوان..
وانا لله وانا اليه راجعون..
بقلم محفوظ الجيلاني..