الساحة السياسية اليوم لا تقول أي شيء و إن كان صمتها "أبلغ من أي حديث "..
"أبلغ من أي حديث" عند أغلبية لا ترى في الساحة لا حتى من يستطيع أن يتجرأ على منافسة مرشحها ..
و "أبلغ من أي حديث" عند معارضة مغمورة تُعتَبرُ الحسابات الخاطئة أهم نقاط ضعفها ، أصبح كل طرف منها يوزع الحقائب الوزارية على مؤيديه ..
أربع جهات من المعارضة أو أدعيائها على الأقل ، أصبح الآن ترشحهم للكرسي مؤكدا ، ليس من بينهم من يستطيع الحصول على 1% في مسقط رأسه ..
بعضهم يراهن على استياء عام ينسى أنه ليس ملكا له ..
بعضهم يراهن على ضعف نظام ينسى اكتساحه للنيابات و البلديات ..
و بعضهم يعتمد على اتساع رقعة الوعي و ثورة التواصل الاجتماعي و ينسى أنها هي التي تَفترِس أمريكا اليوم ، التي صنعتها و صممتها على مقاسات سياسات هيمنتها ..
صحيح أن الحكومة الحالية ليست أفضل حكومة انتخابات ..
صحيح أن الاستياء يلازمنا منذ نشأة الدولة ..
لكن ، ليس صحيحا على الإطلاق أن الوعي بخير و لا أن ذباب الميديا يستطيع أن يفزع ذبابة مبللة الأجنحة ..
أنصح من هذه رهاناتهم أن يوفروا جهودهم و وسائلهم لمعارك أصغر..
لا شك أن العقل أهم ثروة و أن الطموح أهم جريمة مشروعة في السياسة ، لكن العقل يخطئ و ينسى و الطموح يخدع و يغوي ..
و لا شك أن الحالة التونسية ستظل حاضرة في ذهن كل طَموح أعزل ، لكن من لم يلاحظوا أن قيس سعيد يقود تونس منذ توليه الحكم وحيدا ضد الجميع ، لم يفهموا أن الرجل يمتلك مواهب يتجاوزها الجميع !!
من سينازل ولد الغزواني في منافسة حقيقية ، لم تفرزه الساحة حتى الحين و السبب ليس قوة النظام و لا ضعف "المعارضة"
لكن ،إذا أردت أن تلعب ، عليك أن تعرف قواعد و زمن اللعبة؛
يمكن أن تصل إلى الكرسي في موريتانيا عبر حالة من ثلاثة :
- انقلاب عسكري
- ثورة شعبية
- اكتساح الساحة عن طريق جناح قوي من الجيش و جناح قوي من رجال الأعمال و جناح قوي من شيوخ القبائل و الأعيان ..
و السؤال الأهم ليس هل حصلت على هذا ، بل كيف تكون مختلفا إذا افترضنا حصولك عليه ! ؟
أعتقد أننا
*ما زلنا نحتاج أن نُعطي الوقتَ بعضَ الوقتِ*
و كما يقال "الأبطال لا يُصنعون فى صالات التدريب ، الأبطال يُصنعون من أشياء عميقة في داخلهم ، هي الإرادة والحلم والرؤية"