يوما بعد يوم تؤكد عصابة "إيرا" المجرمة استحالة التعايش مع جهلها بالقانون و ازدرائها بتسامح المجتمع ..
حماية القانون مسؤولية السلطات تحميه أو لا يحميه .
أما التسامح فمسؤولية الجميع ، لا سيما حين يصبح رديفا للاستهتار بغياب القانون و التمادي في التبجح بالجهل :
على السلطات أن تُفهمَ بيرام أنه لا يملك الحق للحديث باسم أي شريحة في البلد ..
عليها أن تُفهم هذا الجاهل ، النكرة ، أنه لا يمثل نفسه بالأحرى أن يمثل "شريحة" لا وجود لها في غير دفتر التزاماته في سوق السمسرة ..
عليها أن تُفهمه أن لا وجود في موريتانيا لما يشير إلى أي إحالة إلى مفهوم "الشريحة" ، لا في القانون و لا في الأعراف و لا في الأدبيات السياسية (المعفو منها) ..
عليها أن تُفهمه أن "إيرا" ليست حركة غير مرخصة و إنما جريمة منظمة في حق الوطن ، تدار لعبتها (على غرار مثيلات لها كثر في كل العالم) بين أعداء خارجيين للوطن و مرتزقة محلية تتنكر له ، آن للسلطات التعامل معها بأعلى درجات المنع و المطاردة و الملاحقة القانونية..
و على السلطات حين لا يَفهم بيرام ، أن تَفهم أن المشكلة في عجز أسلوبها لا في عناده ..
على السلطات أن تفهم اليوم أنها المسؤولة الوحيدة عن تَفَرُّسِ هذا الطرطور الجبان ، المتاجر بكل مقدس ..
أنها المسؤولة الوحيدة (إذا كانت الدولة استمرارية) ، عن ما كان من أخطاء خلقت بيرام .. و أنها المسؤولة الوحيدة اليوم عن تكاثر أمثاله من المستهترين ، الارتزاقيين ، المتمادين في العيش على ابتزاز الأنظمة ..
حل مشكلة بيرام لا يتطلب أكثر من عشر دقائق : مصادرة مسروقاته ، حجز جواز سفره و رميه في غياهب السجن ما تبقى من عمره ..
*من حق الجميع أن يعارض النظام لكن ليس من حق أي أحد أن يعارض الوطن ، تماما كما يبيعه بيرام بأقل ثمن .*