لدى ولد الغزواني اليوم مشكلة كبرى تتسع رقعة زيتها يوما بعد يوم ، لم يعد تجاوزها ممكنا و لا ترشحه معها ممكنا و لا نجاته من المساءلة القانونية معها ممكنة و لا استمرار الدولة ممكنا في ظلها ..
كل من يسكت اليوم على هذا الفساد المستشري بأعلى درجات الاستهتار و الاستباحة ، هو أكبر عدو لغزواني و نظامه و لموريتانيا و شعبها و استقرارها ..
كل من لا يصرخ اليوم في وجه غزواني بأعلى صوته ، أوقف هذا النزيف المدمر ، هو أسوأ شريك له و أسوأ ناصح له..
تتعالي أصوات من لا يفهمون أي شيء ، عن تفشي صفقات التراضي كأنه اكتشاف النار الذي غير تاريخ البشرية : أنتم مخطئون إذا كنتم تعتقدون أن ثمة أي اختلاف بين صفقات التراضي و غيرها .. إذا كنتم تعتقدون أن المناقصات ليست أفسد من التراضي ..
كل مشاريع الدولة الكبرى .. كل مؤسسات الدولة الكبرى .. كل محرمات الدولة الأخيرة ، أصبحت في مهب الريح
كل مخازن الدولة ، كل ملاذات الدولة الأخيرة ، كل ضمانا استمرار الدولة ، أصبحت خاوية على عروشها ..
كل مؤشرات إفلاس الدولة أصبحت وارية حتى لمن لا يفهم و لا يرى ..
كل انتهاكات حرمة الدولة أصبحت بطولات وطنية يتباهى بافتراس أهم مقدساتها كل سخيف ما كان له أن يدخل الأسواق إلا متسكعا حافي القدمين..
لم يبق في هذا البلد مقدسٌ و لا محرمٌ و لا مُحَصَّنٌ و لا مستثنىَ ..
لم يبق في هذا البلد مُنزهٌ و لا مُؤتمنٌ و لا ُمستغنٍ عن الفضائح بكبر راتبه و محل الثقة فيه ..
سرقة عشرات المليارات في بلد على حافة المجاعة ، ليس فسادا ؛ هذا حِرابة .. هذا .. هذا دمار .. هذا عدوان ..
على ولد الغزواني اليوم أن يختار بين نفسه و بين مفسدي نظامه ..
*و لا أجد ما أنصحه به اليوم ، سوى أن أؤكد له (ليته يفهمها) ، أن هذا الفساد المجنون ، الضارب عرض الحائط بكل النظم و القوانين و الأخلاق ، لن يمر دون محاسبة.. لن يمر يا غزواني ، دون محاسبة .. لن يمر دون محاسبه* (…)