للمرة الثانية منذ 2014، ترأس موريتانيا الاتحاد الإفريقي بتزكية وإجماع الدول الأعضاء في إقليم شمال القارة على رئاستها لاستعادة قيادة القارة، عبر دبلوماسيتها الفاعلة والوازنة، ومواقفها الموضوعية إزاء مختلف الصراعات والأزمات.
وفي ظل السياق المعقد إقليميا ودوليا الذي تتولى فيه موريتانيا الرئاسة الدورية لهذه المنظمة الإقليمية المرموقة، كما استحضر ذلك الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني في خطابه الرسمي بالمناسبة، فإن موريتانيا مطالبة الآن بالتحرك السريع، واتخاذ زمام المبادرة من أجل تسوية ما تمكن تسويته، خدمة لأمن واستقرار، وتنموية واقتصاد القارة.
إن من أبرز تحديات إفريقيا اليوم، المحافظة على التماسك، وتجاوز بعض الخلافات الوهمية، وتقوية المشتركات، من أجل صون مكتسبات وتحقيق التطلعات.
ففي ظل الثروات البشرية والطبيعية الكبيرة ومع الاكتشافات النفطية والغازية المتزايدة في القارة الإفريقية، ينبغي تبني استراتيجية جديدة لتغيير الصورة النمطية عن إفريقيا الفقر والجهل، والحروب الأهلية والانقلابات العسكرية.
وفي هذا الإطار، فإن من المهم إنشاء عملة موحدة، وفتح أسواق تجارية كبيرة، وجامعات عصرية، وتشكيل قوات إفريقية مشتركة لحفظ الأمن وتحقيق السلام، مع العمل على بناء تنمية اجتماعية واقتصادية، وتعليمية وأمنية صلبة ضد الأطماع الخارجية.
ويمكن القول إن موريتانيا تعد من أحسن البلدان في محيطها، من حيث المقاربة الأمنية بشقيها الفكري والمسلح، والاستقرار السياسي، فضلا عن الآفاق الاقتصادية الواعدة، ما يجعلها مؤهلة للقيادة وتحقيق الثقة الوطنية والإقليمية والدولية والمساهمة في التوازن بين مختلف الشركاء، وتوطيد العلاقات الدولية، بفعل موقعها الجغرافي والقدرة على التفاعل بإيجابية مع أزمات القارة بدقة واحترافية.
بقلم: الصحفي سيدامحمد أجيون