قال مصدران إن مقابلة أجراها نجم هوليوود شون بن مع امبراطور تهريب المخدرات المكسيكي خواكين جوزمان المعروف باسم "إيل تشابو" أواخر العام الماضي ساعدت حكومة المكسيك في اعتقال أكثر تاجر مخدرات مطلوب القبض عليه في العالم.
وفي غضون ذلك اطلقت المكسيك رسمياً الالية الرسمية لتسليم "إل تشابو" الى الولايات المتحدة، فيما طالبت السلطات بالاستماع الى الممثل شون بن بعد لقائه سرا تاجر المخدرات المكسيكي. وتشكل هذه المرحلة تغييرا من قبل الرئيس المكسيكي انريكي بينا نييتو الذي رفض من قبل تسليم غوسمان قبل فراره في يوليو من سجن يخضع لاجراءات امنية مشددة. وألقي القبض على جوزمان زعيم عصابة سينالوا الشهيرة الجمعة الماضية في شمال غرب المكسيك وأعيد إلى السجن الذي فر منه في تموز عبر نفق امتد لأكثر من كيلومتر ونصف حتى زنزانته. وذكر مصدران كبيران في الحكومة المكسيكية أن السلطات كانت على علم باللقاء الذي ضم الممثل الأمريكي الشهير وممثلة مكسيكية وجوزمان في أكتوبر وراقبت تحركات شون بن مما ساعدها في الوصول إلى مزرعة كان يختبيء بها "إيل تشابو". وفر جوزمان بصعوبة تحت وابل من النيران لكن الغارة التي وقعت في ولاية دورانجو الشمالية مثلت خطوة مهمة في مطاردة امبراطور المخدرات.وقال بن إن "إيل تشابو" كان مهتما بانتاج فيلم عن قصة حياته بعد أن انهالت عليه الطلبات من ستديوهات الانتاج السينمائي في الولايات المتحدة بعد إلقاء القبض عليه في 2014.
وتتشابه هذه التصريحات مع ما قاله المدعي العام المكسيكي أريلي جوميز من أن رغبة "إيل تشابو" الشديدة في انتاج فيلم عن حياته ساعدت في الايقاع به. وفي سياق منفصل اعلن مكتب المدعي العام في بيان ان عملاء مكتب الشرطة الدولية (انتربول) في مكسيكو توجهوا الى سجن التيبلانو لتسليم "مذكرتي توقيف بهدف التسليم" صادرتين بحقه عن السلطات الاميركية، بعد يومين على توقيف بارون المخدرات. وتلقت السلطات المكسيكية العام الماضي عدة طلبات لتسليم "إيل تشابو" الى الولايات المتحدة بتهمتي تهريب المخدرات والقتل. وقال مصدر رسمي ان الاجراءات يمكن ان تستغرق "اشهرا" لكن السلطات ستحاول "على الارجح التحرك بسرعة".وبعد ان يصدر القضاة حكمهم حول تسليمه، سيكون على وزارة الخارجية المكسيكية اتخاذ قرار نهائي لكن "إيل تشابو" يستطيع الاستئناف. و تعهد محاميه بخوض معركة قضائية "قاسية" يمكن ان تصل الى المحكمة العليا لمنه تسليم "إيل تشابو" زعيم كارتل سينالوا للمخدرات الى الولايات المتحدة بحجة انه قد يواجه عقوبة الاعدام هناك. واعتقلت السلطات المكسيكية "إيل تشابو" "داخل فندق" قرب لوس موتشيس الواقعة على مقربة من سواحل ولاية سيناولا (شمال غرب) المنطقة التي يتحدر منها بارون المخدرات الشهير.
وكان تاجر المخدرات نجح في 11 يوليو الماضي في الفرار من سجن التيبلانو المكسيكي الخاضع لاجراءات امنية مشددة بعدما استعان بنفق يمتد على 1.5 كيلومتر مستخدما دراجة نارية مثبتة على سكك حديد لينهي رحلة الفرار في منزل قيد الانشاء في وسط الحقول. ويرى محللون ان الحكومة لا تستطيع هذه المرة المجازفة بامكانية فرار بارون المخدرات مرة ثانية لان ذلك سيشكل كارثة سياسيا. وتريد السلطات المكسيكية استجواب شون بين والممثلة المكسيكية كاتي ديل كاستيو بشأن لقائهما السري مع إل تشابو في اكتوبر الماضي. وقال مصدر رسمي "هذا صحيح، بالتأكيد نريد الاستماع اليهما لتحديد مسؤوليات" كل منهما، بدون ان يذكر موعد جلسات الاستماع هذه. وقال كبير موظفي البيت الابيض دينيس ماكدونو ان القضية "تثير تساؤلات كثيرة مهمة" تتعلق بالممثل الحاصل على جائزة اوسكار "والاشخاص الآخرين المتورطين في هذه المقابلة المزعومة". وادت هذه المقابلة الى ردود فعل سياسية عديدة وعلى شبكات التواصل الاجتماعي. وقد وصفه احد المرشحين للانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري ماركو روبيو "بالسوقي".
ونشرت مجلة روليغ ستونز الاميركية السبت نص المقابلة الذي قرأها بارون المخدرات قبل نشرها، مرفقا بصورة التقطت في الثاني من اكتوبر لمصافحة بين الرجلين. واستبعد احد اكبر المحامين الاميركيين في حقوق الصحافة اي امكانية لاطلاق ملاحقات ضد شون بين. واثار السبق الذي حققه شون بين تعليقات على وسائل الاعلام التي تساءل بعضها حول الطابع الاخلاقي لمثل هذه المقابلة.
ونشر رئيس تحرير صحيفة واشنطن بوست مارتن بارون على حسابه على تويتر ريبورتاجا حول التهديدات التي يواجهها الصحافيون المكسيكيون مع تعليق "لنتذكر ماذا يحدث للصحافيين الحقيقيين الذين يغطون كارتلات المخدرات".
استقبل إل تشابو شون بين في مكان ناء في الادغال ودعاه "رفيق" وعانقه. واستغرقت المقابلة سبع ساعات. وقال "إيل تشابو" بثقة كبيرة بين كأسي جعة "اقوم بتأمين كميات من الهيرويين والامفيتامين والكوكايين والماريجوانا اكثر من اي شخص آخر في العالم". واضاف "املك اسطولا من الغواصات والطائرات والشاحنات والسفن".
وكانت المدعية العامة المكسيكية اريلي غوميز اعلنت ان "إيل تشابو" كان على اتصال مع ممثلين ومنتجين بهدف اخراج فيلم عن حياته. واضافت ان هذه الاتصالات سمحت بكشف مكانه. وانتهت مطاردة "إيل تشابو" الجمعة في مدينة لوس موشيس الساحلية في ولاية سينالوا مسقط رأسه في هجوم شنته البحرية المكسيكية قتل خلاله خمسة من رجاله وجرح عسكري. واوقف "إيل تشابو" بينما كان يحاول الهرب ونقل الى سجن التيبلانو. ومن هذا السجن فر من قبل عندما سلك نفقا حفر تحت السجن انطلاقا من حمام زنزانته. نقلا عن صحيفة عواصم