حتى الحين ، ما زال نمط الحكم المنتظر في السنغال غير معروف و غير قابل للتوقع :
✔️ هل سيكون مرشح الخطة ألف (A) ، الذي حيده ماكي صال عن الحكم ، هو صاحب القرار في البلد بكل شحنة غضبه الأعمى التي منحته أصوات شباب غير مسيس ، متمرد على واقع مرير ، يبحث - لا يعرف كيف - عن من يحمله مسؤولية بؤسه ؟
✔️ هل سيكون مرشح الخطة باء (B) ، الذي أصبح يتربع على كرسي الحكم بما يشبه المعجزة ، رئيس السنغال الفعلي ، القادر على إخراجها من أزمة البطالة و أزمات علاقاتها مع الجوار و التبعية العمياء لفرنساء ، القادر على إقناع سونغو بلعب دور محدود في نظام سنيغالي مختلف أكثر ما يحتاجه هو الحكمة و الحنكة و البحث عن الحلول السياسية (بطيئة النتائج) ، المعادية لكل أساليب الانفعال و التسرع و الحلول السحرية؟
هذا الثنائي السلفي ، يدخل القصر اليوم ، حاملا كل مشاكل البلد و متوعدا بحلها ، بلا تجربة و لا برنامج ، رافعا شعارات ثورية ، تحتاج مهارات عالية لتفادي الوقوع في أخطاء الإخوان في مصر و تونس .
✅ دولة السنيغال على غرار غيرها من الدول الإفريقية ، تعيش أزمة منذ الإستقلال : حكام العمالة للمستعمر ، جرائم فرانس - آفريك ، الحروب الأهلية و البينية ، الفساد المستشري ، خلود الحكام في الكراسي ، الانقلابات العسكرية ، نهب الثروات ، فرض الديمقراطية الشكلية (…) .
هذا هو ما يجعل كل الدول الإفريقية في أزمات و هو ما يجعلها أزمات غير مرئية بسبب تعقيدها و طول عمرها ..
# يخطئ اليوم إذن ، من يعتقد أن السنيغال خرجت من أزمتها و يخطئ أكثر من يتعامل معها كبلد في أزمة.
و بين هذا و ذاك ننصح السلطات الموريتانية بممارسة سياسة عض الأصابع ، في انتظار ظهور النظام الجديد على حقيقته ، بأعلى درجات حسن النية و أعلى درجات الحذر و اليقظة .
✅ أي أزمة بين السنيغال و موريتانيا ، ستكون على حساب المشروع الأوروبي الذي لن نبكي عليه ..
✅ أي أزمة بين السنيغال و موريتانيا ، ستوقف أعمال الغاز و تستطيع موريتانيا الاستغناء عن الثروة الغازية ما تبقى من الزمن .
✅ أي أزمة بين السنيغال و موريتانيا ، ستجعل الحدود النهرية منطقة عسكرية ، تحولها تدريجيا إلى منطقة استنزاف بدل منطقة استثمار و قدرتنا على تحمل انعكاساتها لا تقارن مع قدرة السنيغال .
✅ أي أزمة بين السنيغال و موريتانيا ، ستعيد مئات آلاف العمال السينغاليين إلى وطنهم و تأثير عودة مئات التجار الموريتانيين ، لن يكون مرئيا بنفس المقاس .
# سياستنا السلمية تجاه الجارة السنيغالية تَوَجُّهٌ أخوي حقيقي ينبثق عن التزاماتنا الدينية و أواصر الصداقة و الجوار ، لم ننظر إليه قط من خلال توازن القوة و لا تضارب المصالح و هي سياسة بلدنا تجاه كل دول الجوار .
و حين لا يكون أمامنا غير ما ليس منه بد ، لن نتأخر عن الموعد بكل ما يحتاج من تجلد.