بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين ،
وبعد فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من صنع إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه،
وقال أيضا لا يشكرِ اللهَ من لا يشكر الناسَ، فبين الحديث الاخير أن من لوازم شكر الله عز وجل أن يشكر العبد غيره إذا أسدى إليه معروفا ؛
وانطلاقا من هذين الحديثين الشريفين وامتثالا لهما فإننا وعرفانا منا لكل من عزى وواسى لنشكر كل المعزين أفرادا وجماعات وقبائل ومنسقيات
وإن شكركم المستحق علينا ليعجز عنه اللسان وتكل عن كتابته البنان ويبقى مظروفا فى الفؤاد ماتعاقب الملوان ؛
فكيف لنا أن نكافئكم بعد أن أزلتم بتعزيتكم الشرعية التى هي:( حمل المصاب على الصبر..)
ما حل بنا من أحزان حتى ظننا أن المصيبة نزلت بكم دوننا
ولقد كان الرزؤ جللا والألم عظيما على نفوسنا فيما فجعنا به ولكن بفضل الله ثم بفضل ما قدمتموه لنا من تعازيكم الخالصة ومواساتكم الحسنة ودعواتكم الصادقة واسترحامكم الجميل وشعوركم النبيل تجاه المرحوم خفف عنا وعن جميع أقاربه ماحل بنا من حزن كاد أن يخيم في نفوسنا ؛
وما حالنا وحالكم إلا كحال حبر الأمة عبد الله بن عباس بعد وفات ابيه العباس عم النبى صلى الله عليه وسلم، فلم يتسل عبدالله بأي عزاء وبقي على حزنه حتى اتاه اعرابي وخاطبه قائلا:
إصبر نكن بك صابرين فإنما
صبر الرعية عند صبر الراس
خير من العباس أجرك بعده
والله خير منك للعباس
فزال غمه وذهب حزنه وتسلى بتعزية هذا الأعرابي
فقد كان لتعازيكم الرقيقة بالغ الأثر فى نفوسنا
فإليكم خالص الشكر المقرون بصادق الود والوفاء
وهذا وإن دل على شىء فإنما يدل على طيب أصلكم وصادق شعوركم نسأل الله أن يبعد عنكم كل مكروه وأن يجازيكم عنا وعنه خير الجزاء وأن يجعل كل ما بذلتموه من أجلنا فى ميزان حسناتكم جميعا كما نسأل الله عز وجل أن يتغمد فقيدنا بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته ويجعل قبره روضة من رياض الجنة إنه على كل شيء قدير وبالاجابة جدير
وفى الاخير لقد عجزنا أن نعبر عما تستحقونه من الثناء والاجلال والتقدير والعرفان
ولانملك إلا أن نستبيحكم العذر فى التقصير ونقول للجميع شكرا لكم وجزاكم الله خيرا
لقد كنتم بلسما شافيا ودواء صافيا لأحزاننا وهمومنا فى فقدان العلم العامل والرجل الكامل والولي الزاهد رحمة الله ورضوانه عليه
أدامكم الله ذخرا للإسلام وعضدا للمحتاج ونورا للسارى ،
والسلام عليكم ورحمة الله
كتبه : نيابة عن جميع أفراد الاسرة دشق ولد سيدى المختار السبت 19 رمضان
الموافق 29 مارس 2024