بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
"وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا"
السلام عليكم ورحمة الله، أحييكم تحية الإسلام، تحية الأحرار، تحية الصادقين في عهدهم ووعدهم في سبيل نصرة الحق والدفاع عن الوطن والإخلاص له
وأشكركم، أصالة عن نفسي ونيابة عن القائد الصابر المجاهد الأخ محمد ولد عبد العزيز، صاحب الانجازات الخالدة.
واسمحوا لي قبل الشروع في الموضوع، أن نشجب وندين المذابحٓ والإباداتِ الجماعية التي ترتكب في حق أهلنا على الحدود المالية بأيدي كتائب الجيش المالي، في صمت مطبق من نظامنا الذي يتفرج على المشهد بكل أريحية، كما يتفرج على ما يتعرض له أبناؤنا في الشمال، وبالقدر نفسه وزيادة، نشجب وندين بطش الآلة الصهيونية بأهالينا في غزة الحبيبة، وفي صمت وتخاذل من الأنظمة العربية والنظام الدولي، ونتقدم لأسر هؤلاء جميعا، هنا وهناك، بخالص العزاء وصريح التضامن والدعم والمؤازرة.
إخوتي الأفاضل، أخواتي الفضليات
نظرا للوضع المأساوي المتفاقم في بلدنا الحبيب، والذي انكشفت مؤشراته يوم اتضحت ملامح المؤامرة المتكاملة الأركان والبناء، بالطريقة التي أدركها بفكره الثاقب ونظرته المتأنية القائد محمد ولد عبد العزيز، بل وكشف تجلياتها بدء من فكرة المرجعية ومرورا بشراء الذمم وتعاطي الرشاوي بمضاعفة الميزانيات في كل أجهزة الدولة التنفيذية والتشريعية ابتغاء إسكاتها والتحكم في إرادتها، بما في ذلك الأحزاب الصامتة والإعلام المأجور، ومن نافلة القول، أن القائد قد دفع فاتورة كشف هذه المؤامرة، كما يدفع الشعب كلفة عنائها ومعاناتها حاليًا .
إن الرغبة الملحة في انتشال الوطن من هذا المأزق، بات أمرا ملحا، يتجاوز فرض الكفاية، ليكون فرض عين، لوضع حد لهذا الانهيار المتنامي، انقاذا للبلد من الوضع المأساوي الذي يعمهُ فيه.
وإدراكا من القائد لحجم هذه التحديات التي تواجهنا، والتي أصبحت تهدد الوطن في صميم وجوده، والانحراف الخطير عن جادة الطريق الصحيح في البناء والتنمية،
وما آلت إليه أوضاعنا المتردية في جميع النواحي، مع تنامي الأخطار التي تهددنا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، زيادة على تفشي الفساد وانتشاره، والعبث بمُقٓدرات الدولة وبسيادتها وهيبتها في الداخل والخارج، والانهيار والمتزايد في البنى الاقتصادية والتعليمية والصحية والأمنية، بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخنا المعاصر، كل هذا يتطلب وبالضرورة الملحة تخليصَ البلد من نظام الوهن والفساد، وعبث المفسدين الذين مردوا على مزاولة السياسة الفاسدة بالمال الفاسد، إمعانا في الهدم والتدمير، ومحاولة يائسة وبائسة، لإطفاء جذوة الطموح المتقدة في الأخيار من هذا الشعب و أبنائه البررة.
إخوتي الأعزاء
في جو كهذا وفي هذه الصورة المأساوية، يلبي القائد نداء الوطن، ويعقد العزم جازما دون تردد، على الترشح للاستحقاقات الرئاسية 2024، لا حبا في السلطة كما تعلمون، فقد سلمها طواعية رغبة في تدشين مرحلة جديدة ومبشرة من التناوب السلمي البناء، وقد رفضَ تحت الطلب والإلحاح كل الدعوات لمأمورية ثالثة احتراما للدستور ولسيادة القانون، رغم توافر النداءات المؤيدة والداعية لتغيير الدستور.
و إيمانا منه بقدرة الشعب الطامح لغد أفضل، تجعله يُقْدِم على هذه الخطوة، ليتدارك ما يمكن تلافيه، ورغبةً طموحة في تخليص البلد من هذا المأزق الحقيقي الذي نحن فيه.
لم يمنعه من ذلك ظروفُ السجن ومعاناتُه، كما لم يمنعه من كشف أبعاد المؤامرة، التي أضحى السجن نتيجة من نتائجها، وظل يرقب الأحداث عن كثب، ليزداد امتعاضا من الواقع وإشفاقا على الوطن والمواطن.
ولأنه قد نذر نفسه لهذا الوطن بكل صدق وأمانة، وقدمها أكثر من مرة في ذلك السبيل، وبذل في ذلك ما بذل من حرب لا هوادة فيها على الفساد والمفسدين، وعلى التخلف والجهل والمرض، بانجازات فعلية ولمسات تحسينية ما زلنا نعيش آثارها رغم التقادم ورغم عبث العابثين.
أيها المواطنون الأعزاء
بالعزيمة الجادة والإرادة الصاقة، بعد الإيمان بالله والإخلاص للوطن، نستطيع التغلب على هذه التحديات، سواء معاناةُ الوطن السياسية والاقتصادية والأمنية، أو معاناةُ المواطن، في تدني الخٍدْمات العمومية، وارتفاع الآسعار، وتأثير الزبونية والمحسوبية، وانعدام الحريات السياسية والاجتماعية، بعد أن تبوأنا الصدارة فيها بشهادة الكل، هذا فضلا عن انعدام الأمن في الداخل والخارج، وعن آثار الهجرة السلبية، التي وجدها شبابُنا متنفسا لظروفه السيئة، في غفلة وتغافل من السلطات دون أدنى تفكير في خلق فرص عمل أو وضع مقاربات تحد من ظواهر البطالة والإهمال وتأثير المحسوبية وإبطال مبدإ الشفافية والكفاءة في الانتقاء والتعيين.
أيها المواطنون الأعزاء
نظرا لهذا كله، و إيمانا بأن كل مظاهر التخلف والعجز، ليست إرثا ولا قدرا محتوما علينا، فإن ذلك يجعلنا قادرين على معالجة هذه الأوضاع المتردية، بمزيد من العزم والتصميم والإرادة، بمثل ما ألفتم سابقا من الأخ القائد محمد بن عبد العزيز، وما أكدت الأيام الحالية نجاعته واستمراريته لفائدة الوطن والمواطن، فإننا باسمه، نلتمس ونرجو كاملٓ الدعم والمساندة من هذا الشعب العزيز،، ومن جميع قواه الحية، من أبنائه البررة الخيرين، الذين يؤثرون المصلحةٓ العامة على المصالح الشخصية الآنية, فلنتعاون جميعا لصون مكتسباتنا ولبناء موريتانيا الغد، موريتانيا العزة والكرامة.
والله ولي التوفيق
نواگشوط، 20/04/2024
رئيس حزب جبهة الغيير الديمقراطي (FCD)
سيدنا عالي بن محمد خونه