تهدد العراقيل المتعددة التي وضعتها وزارة التهذيب في موريتانيا مشاركة موريتانيا في كأس قناة "ج" والتي تأهل لها فريق مدرسة نسيبة رقم: 1 بمقاطعة الميناء، حيث بدأت هذه العراقيل بعيد توقيف الوزير لعملية التحايل التي تعرضت لها القناة من طرف موظفين سامين في الوزارة، وكان هدفها الحصول على 33 ألف دولار من القناة على حساب خاص في بنك BNM.
وحصلت وكالة الأخبار على وثائق ومعطيات تكشف تفاصيل عملية التحايل، وخفايا العراقيل التي وضعتها وزارة التهذيب أمام مشاركة موريتانيا في هذه الكأس، ابتداء برفضهم التدخل للحصول على ملاعب في انواكشوط، ورفضهم لإرسال رسالة لوزارة الاتصال لتسهيل دخول تجهيزات شركة برتغالية كانت في طريقها لنقل المباراة النهائية في موريتانيا لتعود هذه التجهيزات بعد احتجاز في المطار قارب الشهر، ومع ضريبة بلغت 7 آلاف يورو.
عرقلة مغادرة الفريق
كما كشفت المعطيات التي حصلت عليها وكالة الأخبار تدخل الوزارة لعرقلة سفر الفريق إلى الدوحة لتمثيل موريتانيا في الكأس التي تجري فعالياتها في شهر فبراير القادم، حيث تم تأخير إرسال لائحة الفريق للحصول على التآشر، كما أصرت الوزارة على إضافة شخص خامس إلى الوفد الإداري المرافق للفريق، حيث تشترط القناة أن يكون من أربعة أشخاص هم: المدرب، ومدير المدرسة، والمعالج، ومسؤول إداري.
جانب من تصفيات الكأس في موريتانياوقد أصر مسؤولو الوزارة على إضافة شخص خامس يمثل وزارة الرياضة، هو ما عرقل إجراءات سفر الفريق، في ظل رفض القناة لزيادة الطاقم المشكل من أربعة أشخاص.
وإضافة لهذه العقبة، رفضت الوزارة الاستجابة لطلب من اللجنة المشرفة بتبديل بعض اللاعبين في الفريق المقترح، وخصوصا من يوحي مظهرهم بأنهم تجاوزوا السن القصوى المحددة للكأس، وهي 11 عاما، وطالبت اللجنة بأن يكونوا من ذات المدرسة، مشيرة إلى أن ذلك يمكن أن يجنبهم للعديد من المشاكل، وخصوصا التعرض للفحص بعيد وصول الفريق إلى الدوحة، معتبرة أن ذلك قد يؤدي لإحراج الوفد، وربما حرمان الفريق من المشاركة، إذا ما تأكد أن سنهم تتجاوز الحد الأقصى للمشاركة.
وقد رفضت الوزارة بشكل قاطع استبدالهم، وهو ما دفع القناة القطرية لإيفاد مبعوث خاص إلى انواكشوط لبحث ملف المشاركة مع مسوؤلي وزارة التهذيب، وبعيد وصول الموفد للقاء مسؤولي وزارة التهذيب، أحالهم الأمين العام للوزارة الإمام الشيخ ولد اعل إلى والي انواكشوط الجنوبية امربيه ولد عابدين، مؤكدا أن الأمر أصبح في اختصاصه، وجاء رد الوالي رافضا بشكل قاطع لإجراء أي تغيير على الفريق.
تدافع المسؤولية
وقد عقد موفد قناة "ج" إلى موريتانيا لقاء مع والي انواكشوط الجنوبية امربيه ولد عابدين، وذلك بحضور برلمانيتين في الجمعية الوطنية الموريتانية، وحسب مصادر حضرت اللقاء فقد أكد الوالي للوفد أنه سيسعى لحل المشكلة، مشترطا موافقة وزارة التهذيب على أي حل يتم التوصل إليه، وكذا موافقة آباء التلاميذ.
ورغم وعد والي انواكشوط الجنوبية للوفد الذي التقاه بالعمل على حل المشكل، فقد أرسل إلى الأمين العام لوزارة التهذيب الإمام الشيخ ولد اعل يؤكد فيها أنه "لا يرى حلا للمشكلة سوى الإبقاء على الفريق كما هو"، كما أكد الأمين ولد اعل في عدة مناسبات أن "لا حل سوى الإبقاء على الفريق كما هو"، معتبرا أنهم قد يشترطون تلقي التزام مكتوب بعدم خضوع الفريق لأي فحص لتحديد السن، رغم صراحة القوانين الرياضية في هذا المجال.
وأكد ولد اعل رفضه القاطع لأي تبديل لهم، مشددا على أن ذلك لن يقع ما دام هو المسؤول في وزارة التهذيب، مردفا أن أي قبول بإجراء تبديل في أسماء الفريق سيعتبر اعترافا ضمنيا نجاعة الحالة المدنية في موريتانيا، مؤكدا للجنة من آباء التلاميذ زارته في مكتبه للمطالبة بإجراء التغيير المطلوب أنهم إذا كانوا يرضون بذلك فإنه يرفضه بشكل قاطع.
وتجرى المراحل النهائية لكأس قناة "ج" والتي تنظمها قناة الجزيرة للأطفال في العاصمة القطرية الدوحة شهر فبراير القادم، وتأهل لها من موريتانيا فريق نسيبة رقم: 1، وذلك بعد تجاوزه لـ8 فرق مثلت ولايات الترارزة، والبراكنة، وآدرار، وإنشيري، وداخلت انواذيبو، إضافة لفريقين من العاصمة انواكشوط.
وجرت تصفيات الكأس خلال شهر نوفمبر الماضي.
وسبق لوكالة الأخبار أن نشرت تحقيقا عن الموضوع، كشفت فيه بالوثائق محاولة بعض المسؤولين في وزارة التهذيب الوطني الحصول على مبالغ من قناة "ج" التابعة لشبكة الجزيرة مقابل الإشراف على المنافسة التي أفضت إلى تأهل مدرسة نسيبة 1 لنهائيات الكأس وما تلا ذلك من عراقيل تمثلت في عدم توفير الملعب الأولمبي لإجراء المنافسة وعدم تسهيل دخول معدات النقل المباشر للمباريات.
وأقصيت موريتانيا من نسخة كأس "ج" العام الماضي بسبب عدم خضوعها للوائح المنظمة للمنافسة.
الأخبار