ولد عبد العزيز يوجه رسالة إلى الشعب من داخل سجنه

سبت, 04/27/2024 - 12:11

نص جزء من الرسالة :

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على سيد المرسلين

رسالة مفتوحة

مواطني الأعزاء،

إن خطابي لكم اليوم من مكان احتجازي التعسفي، ليس لطلب شفقتكم إزاء مصيري؛ فلطالما اعتدت معايشة ابتلاءاتي ومحني بتقبل وحكمة، كما تذوقت نجاحاتي بتروٍ واعتدالْ؛ مؤمنٌ بأن الحياة مليئة بتسلسلٍ غيرِ منتظمٍ من العسر واليسر، ربما هو ما يدفع الإنسان للجد والاجتهاد.

بل إنني أعود إليكم الآن وأخاطبكم، لأن الأمر بات خطيرا . ليس حبا في السلطة؛ فمعظمكم يعرف علاقتي بها.

في عام 2003 كانت السلطة متاحة، وفي عام 2005 تصرفت لإنهاء المعاناة التي كان يعيشها الشعب بأسره في الوقت الذي كان فيه أبطالُنا في "المعارضة" يجتمعون َفي "الْمَجْمَعِ" بفندق الأحمدي لينحنوا أمام الطغيان والاستعباد والفساد، رافعين راية الاستسلام إلى أقصى درجة. وفي يوم من أيام عام 2005، امتنعتُ عن التقدم لأدفع نحو تأصيل وترسيخ الديمقراطية في البلاد وفي العقول. لم أكن لأتقدم حتى أغسطس 2008 عندما أُجبرت على التدخل والأخذ بزمام الأمور بعد رؤيتي لتحول البلاد وانزلاقها نحو عدم الاستقرار بشكل لا مفر منه.

كانت أولويتي آنذاك هي إعادة البلاد إلى المسار الصحيح، وتأسيس الديمقراطية، وتعزيز سيادة القانون ومؤسساته، ومكافحة الفساد والتفاوت الاجتماعي، وتأمين البلاد بشكل مُثبت ومعترف به من الجميع. بعد فترتين من السلام والإنجازات العظيمة، غادرت السلطة، وفقًا لما ينص عليه الدستور، على الرغم من المطالبات من الداخل والخارج للبقاء فيها، غادرت بدون ندم أو مرارة، سعيدًا باستعادة حقوقي وحرياتي كمواطن عادي. ولكن منذ ذلك الحين، توالت علي الاتصالات ولم تتوقف من بعض المواطنين القلقين من مجريات الأحداث والمخذولين من المنعطف الذي آل إليه تسيير وتدبير شؤون البلاد، منهم من يتهمني بحق بأنني كنت الراعي لهذه السلطة التي يصفونها بالإفتراضية.

اليوم، البلد يعاني، بلدنا في وضع يستدعي ويستوجب تدخلنا جميعًا أينما كنا.حيث تتعرض مبادئ الديمقراطية وأسسها للاستهتار من قبل فريق في السلطة متحد فقط من اجل مصالحه الشخصية، والذي يمارس الاستبداد والإقطاعية والجهوية كنظام للسلطة. كل هذه الآفات مجتمعة تلقي بظلالها السوداء وتأثيراتها السلبية على كافة قطاعات الحياة في البلاد. الأمن يزداد تدهورًا داخل البلاد، حيث يتم قتل مواطنينا المسالمين الساعين لتحصيل لقمة عيش كريمة للبقاء على قيد الحياة، بدم بارد على حدودنا الشمالية والجنوبية الشرقية وبالعشرات دون حزن أو أسى ممن يتولون اليوم السلطة. المدن الكبرى في البلاد تسقط الواحدة تلو الأخرى في الظلام الدامس، في حين كان البلد، قبل عشر سنوات، يصدر فائضا من الطاقة إلى بلدين مجاورين. مثل ذلك كمثل انتشار العطش وتوسعه رغم الجهود المبذولة في الماضي والنتائج الإيجابية التي تم تحقيقها والحصول عليها. توقفت أو أهملت المشاريع الكبرى في مجال المياه.......