يحتفل العالم في الثالث من مايو من كل عام باليوم العالمي لحرية الصحافة، وهو مناسبة هامة تؤكد على أهمية حرية التعبير والصحافة المستقلة في بناء المجتمعات الديمقراطية. وفي هذا السياق، تتصدر موريتانيا قائمة الدول العربية في مؤشر حرية الصحافة، حيث تحتل المرتبة الأولى على المستوى العربي والثالثة والثلاثين عالميًا حسب تصنيف منظمة مراسلون بلا حدود. تعكس هذه المرتبة التقدم الذي تحقق في مجال حرية الصحافة في موريتانيا، ولكنها تشير أيضًا إلى الجهود المستمرة التي يجب بذلها لتعزيز الصحافة وترقيتها في البلاد.
الجهود المبذولة في موريتانيا لتعزيز حرية الصحافة:
منذ الانتقال إلى الديمقراطية، شهدت موريتانيا تحسينات كبيرة في مجال حرية الصحافة. وقد تم اتخاذ عدد من الإجراءات والإصلاحات لتعزيز البيئة الإعلامية وتمكين الصحافة المستقلة. ومن بين الجهود المبذولة:
1. إصلاح التشريعات الإعلامية: تم إصدار قوانين جديدة للإعلام تهدف إلى حماية حرية التعبير وتسهيل عمل الصحفيين. تم إلغاء القيود القديمة على حرية التعبير وتبني قوانين تضمن حق الوصول إلى المعلومات وحماية المصادر الإعلامية.
2. تعزيز التدريب والتوعية: تم تنظيم دورات تدريبية وورش عمل لتطوير مهارات الصحفيين وتعزيز الوعي بأخلاقيات المهنة. كما تم تعزيز التعاون مع المؤسسات الإعلامية الدولية لتبادل الخبرات والمعرفة.
3. حماية الصحفيين: تم اتخاذ إجراءات لحماية الصحفيين ومعاقبة المعتدين عليهم. تم تشكيل هيئات مستقلة للتحقيق في الاعتداءات على الصحفيين وتقديم العدالة.
التحديات المستقبلية وما نحتاج إليه لترقية الصحافة في موريتانيا:
على الرغم من التقدم الذي تحقق في مجال حرية الصحافة في موريتانيا، إلا أن هناك تحديات تستدعي مزيدًا من الجهود لترقية وتعزيز الصحافة في البلاد. ومن بين هذه التحديات:
1. تحسين بيئة العمل الصحفي: يجب تعزيز بيئة العمل الصحفي وضمان حماية حقوق الصحفيين. ينبغي العمل على تطوير آليات للتعامل مع التهديدات والاعتداءات على الصحفيين وضمان تقديم العدالة في حالة وقوع أي انتهاكات.
2. تعزيز الشفافية وحق الوصول إلى المعلومات: ينبغي تعزيز الشفافية في الجهاز الحكومي وضمان حق الوصول إلى المعلومات. يجب أن يكون للصحفيين حق الوصول إلى المعلومات العامة والبيانات الحكومية، مما يسهم في تعزيز دور الصحافة كرابط بين الحكومة والمواطنين.
3. تعزيز التعددية والمشاركة: يجب دعم وتشجيع وسائل الإعلام المستقلة وتعزيز التعددية الإعلامية. ينبغي أن تكون هناك مساحة لمختلف وجهات النظر والأصوات في المجتمع، وينبغي تعزيز مشاركة المواطنين في صنع القرارات والحوار العام.
4. تعزيز المهنية والتدريب: ينبغي الاستثمار في تطوير مهارات الصحفيين وتوفير فرص التدريب والتطوير المستمر. يمكن تعزيز الأخلاقيات المهنية والممارسات الصحفية ذات الجودة من خلال توفير الموارد والدعم المالي والفني للصحافة.
5. تعزيز الوعي المجتمعي: يجب تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية حرية الصحافة ودورها في بناء مجتمع ديمقراطي. ينبغي تعزيز التواصل بين الصحافيين والجمهور وتشجيع المشاركة الفاعلة في النقاشات العامة.
وختامًا، يتطلب ترقية حرية الصحافة في موريتانيا جهودًا مستمرة وتعاونًا بين الحكومة والمؤسسات الإعلامية والمجتمع المدني.
سيدنا السبتي .