"الدَّرْجَة" وتضاف للمخاطب "كُمْ" وللغائب "هُمْ" وقد يضيفها للمتكلم إلي نفسه بضمير المفرد نادرا "ت" وبضمير الجمع غالبا "نَا"؛ "دَرْجَتْنَا" عبارة يراد بها استجلاب الحمية العصبية الجاهلية، ويتستدر بها الولاء للقبيلة وعلى حساب الدولة والوطنية، وتنشر بها التبعية للأفراد، وتتسبب في تقويض المواطنة وثقافتها، وفي التمالؤ على المصالح الوطنية الكبرى كالديمقراطية.
مثل هذا الخطاب مثل الطعم السحري للبسطاء، والبسطاء وحدهم هم من يخضع لمثل هذ الامتهان وهم من يؤمن به، فما هو أصل هذا السحر؟ وما مصداقيته؟
أصل هذا الداء: ليس إلا العمالة للمستعمر، وهي التي أوجدت مفهوم شيخ القبيلة، وتعني في معناها الواقعي غير المضروب؛ من يتولى إذلال أبناء عمومته ومكاتبي قبيلته خدمة للمستعمر، وهو من يسلبهم أموالهم لمصلحة الشيخ الحقيقي (المستعمر).
مصداقيته: يشاهد الخضوع الجبلي في بني البشر للمتغلب، وقد بين أسبابه ابن خلدون في مقدمته، ومرده (الخضوع) عندنا في هذا المنتبذ إنما هو استدرار لبعض السلطة من سلطان المتغلب ولو كان نصرانيا، فما هو منطق السيادة على أبناء العمومة بالعمالة للمستعمر، وهل التجسس عليهم وسلب أموالهم لمصلحته هو سبب وجيه للتقدم والحظوة لهم عند المجسس عليه والمسلوب ماله لمصلحة العدو أو للسلطان المتغلب؟
يقال في المثل "الحساني" الكلب ما إيرُومْ يَكُونْ خَنَّاكُ" ولا أشبه مسلما بكلب مطلقا، لكن صفة العلاقة بين المجموعات الفبلية ومن تجسس عليها وسلبها أموالها وربما عبدها واستغلها تشبه تماما صفة الكلب في الوفاء لمن يخنقه.
رأي مهتم