حقيقة دلالة القول؛ ليس في السياسة عدو دائم ولا صديق دائم قد تتجلى في المشهد اليوم، لكن أن تَفْرِض على من عادَيْتَه بسَبقِ إصرار صداقةً لا برغب بها لتتفادى الظهور عريانا؛ هو أمر يصدق عليه المثل القائل : "الغريق يتمسك بقشة".
محاولة التَّنْسيق والعمل المشترك قد كشفت في الماضي عن سوء نية، وعن الاستعداد لممارسة الخِسَّة والنَّذالة السياسية، والآن وبعد أن كُشفَت الحقيقة -التَّي لا غبارَ عليها- وأُميطَ وِشَاحُ الحَرائر ولم يبقَ للقِرْطِ مَنَاطٌ؛ تُريدُ من العَدُوِّ الذَّي صنعته شراكة، وتريد منه توفير جَوٍّ يسوده الوِئامُ، وتُظهر ويُظهر لك التَّودّد واللطافة كالحمل الوديع.
إنه لا يلدغ في الجحر مرتين غير من لا يملك زمام أمره، وفي ذات الوقت؛ الغدير والنبع الواحد قد ترده الأسود والسباع والظباء والطيور؛ فليس اجماع الجميع على دعم ترشح ولد الشيخ الغزواني يعني بالضرورة أن نرد الغدير من مورد واحد، ولا يعني بالضرورة أن نرده في ساعة واحدة.
...قد تظهر الآلام الداخلية في ابتسامة متصنعة، ويُظْهر الوُدّ حَانِقٌ كَارِهٌ، لكن أن تخدَعني بالأمس وتُحاوِلَ خِداعِي اليَومَ بِذَاتِ الوَسَائِلَ بنَفْسِ المبررات؛ هو أمر مُضحِكٌ من شدة سَطْحيّة مُحاوِله قبل أن يَبْلُغ من يُحاوَلُ مَعَه.
رأي مهتم