أعلنت اللجنة الوطنية المستقلة للإنتخابات علي لسان رئيسها السيد اداه عبد الجليل وسط حفلي إعلامي رسمي كبير أقيم بمباني مقر اللجنة أعد خصيصا لهذه المناسبة .
عن إكتمال عمليات فرز الأصوات و الإعلان الرسمي للنتائج النهائية المؤقتة في انتظار عرضها علي المجلس الدستوري لإعتمادها بشكل نهائي .
و قد أكد رئيس اللجنة المستقلة فوز رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني
بكل جدارة و إستحقاق بمأمورية ثانية عمرها خمس سنوات قادمة إن شاء الله .
و بنسبة مريحة و فارق كبير عن بقية المنافسين ناهزت 56.12 % من الأصوات المعبر عنها .
حيث جرت العملية الإنتخابية علي العموم في جو من التنافس الإيجابي و المسؤول طبعه الإحترام المتبادل .
و في ظروف انتخابية جيدة سادها الهدوء و الأمن و الإستقرار مما ينم عن النضج الديمقراطي .
تجاوزت نسبة المشاركة فيها 56 % و هو مؤشر انتخابي جيد .
و قد أشاد كل من المراقبين الدوليين و الأفارقة و المحليين وفرق المرصد الوطني لمراقبة الإنتخابات المتواجدين في ربوع الوطن .
بنزاهة و شفافية الإنتخابات الرئاسية الأخيرة و التي كانت ناجحة علي كل المستويات.
كما أعربوا من جهة أخري عن إرتياحهم الكبير لمستوي تعاطي اللجنة الوطنية المستقلة للإنتخابات مع الملاحظات التي تردها من حين لآخر من مختلف الشركاء داخل الميدان تمحورت اساسا حول بعض الإجراءات التنظيمية .
بالإضافة إلي التغطية الإعلامية الواسعة التي واكبت عملية الإقتراع برمتها .
و في سياق أعم يجمع كل المراقبين للمشهد الإنتخابي أن هذا الفوز التاريخي المستحق لرئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني .
لم يأت من فراغ و إنا هو نتيجة حتمية لوقوف أغلبية الشعب الموريتاني إلي جانبه و إلتفاف كل القوي الحية و السياسية و التقليدية المحلية و قوي المال و الأعمال و الحزب الحاكم و أحزاب الأغلبية و قادة أطراف المعارضة التقليدية الداعمة و أصحاب المبادرات و التيارات الخاصة حول برنامجه الإنتخابي .
بالإضافة إلى حجم التعبئة الواسعة المقام بها و التنسيق المحكم علي مستوي منسقيات و إدارات حملة رئيس الجمهورية و من خلال جولاته التعبوية التي قادته إلي جميع عواصم الولايات الداخلية و التي أستقطبت حشودا جماهيرية كبيرة فاقت كل التقديرات و التوقعات .
هكذا دخل رئيس الجمهورية المنافسة الإنتخابية في ظل انعدام بديل يحصل عليه الإجماع و غياب منافس قوي إضافة إلي عجز و فشل أطراف المعارضة الأخري في الخروج بمرشح موحد .
قد لا يكون مبالغا به القول إن المعارضة كانت منقسمة علي نفسها في هذه النسخة من الإنتخابات و أنها عمليا عبارة عن معارضات لا معارضة واحدة .
بينما شكك خصمه الرئيسي الذي احتل المركز الثاني بنسبة وصل22.10 % دون غيره من المنافسين في صحة نتائج فرز أصوات مصدرها اللجنة الوطنية المستقلة للإنتخابات بحجة أنها أداة للسلطة في حين تظل هي الجهة الوحيدة المخولة قانونيا بمتابعة العملية الإنتخابية و إعلان النتائج .
لا شك أن المرشح بيرام من خلال خطاب الأول الذي ألقاه ليلة بدء عمليات فرز الأصوات و الذي دعا فيه إلي التهدئة و التريث في انتظار النتائج النهائية كان في طريقه إلي الإعتراف بالنتيجة و تهنئة رئيس الجمهورية بالفوز طبقا لأصول اللعبة و للأعراف المتفق عليها في ديمقراطيات العالم .
و بالتالي الإستفادة من مزايا المرتبة الثانية خدمة للوطن و المواطن و مراعاة للمصالح العليا للبلد .
رغم ان ذلك كله لا يغير شيئا في النتيجة و لا في المعادلة .
لكن خطاب الصباح الذي جاء عكس الأول كشف المستور عن نوايا مبيتة لزعزعة الأمن و زرع البلبلة في صفوف المواطنين و إثارة الشغب كان وراءها حركة افلام الإنفصالية العنصرية دفعته إلي عدم الإعتراف بنتائج الإنتخابات و دعوة انصاره للخروج إلي الشارع لرفض التعطيل الإنتخابي خدمة لآجنداتها و للخطة ب .
موقف عززه خطاب رئيس حركة افلام نفسه تيام صامبا بالتزامن مع دعوة بيرام موجه للسلطات الأمنية و العسكرية دعا من خلاله بعدم التدخل في هكذا وضع و ضرورة القوف علي مسافة واحدة من الجميع .
تبين لاحقا أن معظم عناصر و أفراد هذا الحراك الخارج عن القانون من مكونة زنجية واحدة من نشطاء نفس الحركة و من جنسيات أجنبية أتوا من منطقة إيواء واحدة بإندفاع و شرارة و بدوافع الحقد الدفين و من جهات حاضنة معلومة المكان طبقا للصور و المشاهد التي ألتقطت و تم ضبطها عن طريق تطبيقات وسائل و وسائط التواصل الإجتماعي و حالات البث المباشر عبر نفس التطبيقات
دعوة غبية و هدامة علي وقع فرز نتائج أولية لإنتخابات رئاسية حضرها كل ممثلي المرشحين داخل مكاتب التصويت بما فيهم المرشح بيرام نفسه و بتمثيل واسع تم توقيع محاضرها دون تسجيل أي تجاوزات تذكر أو خرقات مخلة بالعملية الإنتخابية دستوريا .
علي الرغم من أن طرق الطعن معروفة و مبوبة قانونيا و دستوريا .
كما سبقتها أيضا دعوة مماثلة علي مستوي الإستحقاقات النيابية و التشريعية.و البلدية الماضية .
دعا خلالها إلي حمل السلاح في وجه أمن الدولة و بالتالي المس بسلامة المواطن و الإضرار بالسكينة العمومية .
تم إعتقاله علي إثرها من طرف السلطات الأمنية و إخلاء سبيله لاحقا .
قلل الناطق الرسمي للحكومة وكالة حينها من شأن تصريحاته واصفا إياها بأنها كلام عابر لا يترتب عليه شئ .
تصعيد يري البعض بأنه يدخل في سياق البحث عن تبريرات الإخفاق و صدمة الخروج من الشوط الأول علي مستوي انتخابات رئاسية كان يمني النفس و مناصريه بالرقص علي إيقاع نتائجها و الإحتفال بالفوز بها من داخل حدائق القصر الرمادي .
كما يأتي أيضا في إطار محاولة يائسة للمطالبة بتغيير نتائج الإنتخابات عن طريق العنف .
إذ تعد هذه الدعوة إستثمارا رخيصا لمف الإنتخابات الرئاسية لأغراض شخصية تخدم حركة أفلام الإنفصالية علي مصلحة و إستقرار الوطن و تجاوزا خطيرا للخطوط الحمراء .
فالهدم أسهل من البنيان و الفتنة أشد من القتل .
إن حرية التعبير و الديمقراطية تشترط ضرورة التقيد بالمسؤولية و الإلتزام بالقانون و ما يمليه الدين و الأخلاق مراعاة للمصلحة العامة علي الخاصة .
فلا أحد فوق القانون و مهمة الدولة حفظ الأمن و السلم الأهلي و هي أهل لذلك في ظل الجاهزية التامة لقواتنا الأمنية.و العسكرية .
موريتانيا أمانة في أعناقنا و فوق كل الإعتبارات.
و في سياق آخر يري بعض العارفين بالنائب بيرام بأنه رجل غامض طغت عليه المادة أضحي يتقن لغة المال و الأعمال يعيش إنفصاما شخصيا انعكس علي سلوكه و مسلكه و طرحه السياسي .
يعتبر من إنتاج و صناعة نظام العشرية أثناء حربه و محاصرته لقادة المعارضة التقليدية الرافضين لنهجه أنذاك .
بغية خلق قيادة جديدة بديلة للقيادة السياسية القديمة من مناضلي لحراطين من أبناء جلدته و سحب البساط من تحتهم لحاجة في نفس يعقوب قضاها .
دخل معترك الحياة العامة من باب العمل الحقوقي كان ينبغي أن لا تكون ذريعة للحصول علي مكاسب في السلطة او السياسة .
سرعان ما أنهمك في العمل السياسي في ثوب حقوقي لدرجة جعلت البعض يقول إنه خلط بين عمل صالح و آخر سيئ.
شكل خطابه خروجا علي الثوابت الدينية و الوطنية و الأخلاقية في ظل الإستفادة من هامش الحرية الكبير داخل البلاد و تطاوله علي هيبة الدولة و تجاهله القانون .
و طبيعة علاقته القوية مع منظمات حقوق إنسان دولية
أستغل حصانته البرلمانية في مأموريته الأولي أيما إستغلال في ترحاله طولا و عرضا و في جولاته التعبوية داخل ربوع الوطن قبل أن يطرد و ترفع عنه الحصانة في المأمورية الثانية بقوة القانون و بطلب من القضاء الموريتاني إثر شكاية تقدم بها رئيس حزب قوي التقدم بعد التشهير به عن قصد و النيل منه في قضايا تتعلق بتمويلات إنتخابية سابقة مما أساء إلي سمعته الطيبة إلي حد ما بعيد .
ذاع صيته خارج الديار لتدويله و ركوبه قضية العبودية ساهمت حركة افلام الإنفصالية بحكم عملها في الظل و علاقاتها الواسعة في أوروبا و انتشار عناصر داخل القارة العجوز .
للتسويق له عبر المنابر الحقوقية الدولية ورصد التمويلات و جلب العون له من خلال صناديق دعم مكافحة العبودية و بمؤازرة منظمات غير حكومية غربية ذات خلفيات تهدف إلي زعزعة أمن المجتمع المسلم من خلال إثارة الفتن و النعرات بين مكوناته .
علاقات أكسبته شهرة و سمعة دولية و منفعة مادية و تكريم رمزي دولي .
شهرة عززتها إزدواجية تعامل الحكومات معه و حالات الإعتقال المتكررة التي تعرض لها و سجنه عدة مرات و إطلاق سراحه بضغوط خارجية دون محاكمة أو إدانة .
مما مكنه من أن يكون ناشطا حقوقيا مثيرا و سياسيا مشاكسا .
لاقي خطابه الشرائحي ذات النبرة التحريضية العنصرية حينها إستحسانا و قبولا في أوساط لحراطين و خاصة من فئة الشباب التائه .
ألتف حوله جمع كبير شكل نواة صلبة لقاعدة شعبية سماها الحركة الإنعتاقية بدأت تتسع و تستقطب وافدين جدد من النخبة .
استطاعت حركة افلام إحتواءها بقرب موقعها من اللوبي الصهيوني و من الحكومات و المنظمات الحكومية .
بغية الوصول إلي مبتغاها في زعزعة النظام
الموريتاني كما يحلو لها .
و قد تجلي هذا البعد الثنائي في العلاقة البينية من خلال تصدره اليوم للمشهد الإنتخابي في أوروبا و آمريكا عن طريق تصويت عناصر هذه الحركة له .
فكانت سندا قويا له في الرئاسيات و التشريعيات .
عبأت له كل إمكانياتها الداخلية و الخارجية سبيلا في إحداث إنقسام داخل مجتمع البيظان بشقيه و إضعاف النظام لكن هيهات !
مكنته المشاركة في التشريعيات تحت مظلة حزب الصواب القومي العربي البعثي في إطار زواج المصلحة من الولوج إلي البرلمان في مناسبتين متتاليتين .
تميزت الأولي بحالات الغياب الطويلة المسجلة من داخل قبة البرلمان وضعف الأداء .
أما العهدة البرلمانية الثانية فكانت رفقة برلمانية صاعدة لأول مرة إيراوية حتي النخاع سادت فيها لغة الكراهية و الحقد و عبارات التحريض و إثارة النعرات من داخل البرلمان تجاوزت الشتيمة و البذاءة في حق رموز الدولة و النيل من أعراضهم و المساس بالسلم الأهلي سرعان ما تم التخلص منهم و رفع الحصانة عنهم في قضايا متباينة .
و جد ضالته في نظام ولد الغزواني حيث قال بالحرف الواحد مغازلا النظام ( أجبرت صاحبي ) في ظل جو التهدئة و الإنفتاح و الإستقرار الذي طبع مسار المأمورية الأولي من حكم رئيس الجمهورية.
و في ضوء التقارب و التطبيع الحاصل بين المعارضة و النظام أنذاك .
لم يشفع له هذا التقارب في الحصول علي ترخيص لحزب وطني تنصهر فيه حركته الإنعتاقية الإيراوية الفئوية لعدم توفرها علي شروط و مواصفات القبول القانونية .
لذا سرعان ما تنكر و تخلص من هذا التقارب مع نظام ولد الغزواني.
شهدت شعبيته مؤخرا تراجعا كبيرا و حركته إنسحابات بالجملة من القوة الناعمة و النخبوية بسبب التحولات التي تحصل لديه من حين لآخر في بعض المواقف دون العودة إلي القاعدة الشعبية .
و إستغلاله لبعض القضايا الوطنية لأغراض شخصية حسب المنسحبين عنه . أنضمت إليه بالمقابل خلال الإنتخابات الرئاسية الأخيرة مجموعات وازنة و عناصر شبابية من مجتمع البيظان صوتت له علي نطاق.واسع داخل و خارج الوطن .
تجلت تلك الصورة في واجهة هيكلة منسقيات و إدارات حملاته الدعائية .
انعكس ايجابا علي مستوي الخطاب الإنتخابي لديه حيث غابت النبرة التحريضية الشرائحية و الفئوية طيلة الحملة الإنتخابية الرئاسية.
فمن يراهن علي كسب الإنتخابات الرئاسية بمكونة إجتماعية واحدة فهو واهن و منكسر .
تطورات يري بعض المحللين بأنها تدخل ضمن حراك يتجاوز التجاذب و الإستقطاب السياسي و الإنتخابي إلي أسئلة في عمق الدولة و إستمرارها و النظام السياسي و صلاحيته و المجتمع و تعايش أعراقه .
في انتظار ما سترسمه المرحلة القادمة من مآلات في ضوء الخيار الآمن نحو غد أفضل .
تأسيسا لما سبق فإننا لن نقبل و لن نرضي إلا بموريتانيا حاضنة للجميع قوية بتنوعها العرقي و الثقافي غنية بتنوع مصادر ثرواتها الطبيعية .
منيعة.و عصية علي كل المؤامرات و الآجندات المشبوهة.
و هذا لا يتحقق إلا بجهود حثيثة و خطاب موحد و الحرص علي صون الوطن و شموخه و هيبة الدولة و كرامتها و التي هي هيبة و كرامة المواطن .
هنيئا لفخامة رئيس الجمهورية و من خلاله الشعب الموريتاني علي هذا الفوز المستحق الباهر و الإنتصار الكبير لديمقراطيتنا الناشئة .
حفظ الله موريتانيا من كل الفتن ما ظهر منها و ما بطن
اباي ولد اداعة .
.