تعليقا على ما جاء في مقابلة د / السعد ولد لوليد مع قناة "شنقيط" ، حول عروبته ، من أمور بالغة الأهمية ، واسعة الفهم ، نزيهة الأفكار ، متحضرة الطرح ، أردت من خلال هذه المقدمة (دون بقية المقال) أن أقول :
البيظان لا يمكن أن يكونوا أثنية و لا قومية من دون الحراطين و العكس أصح ..
و من النادر أن يوجد بيظاني أو حرطاني اليوم لا تجري في عروقه دفقة من دماء من الآخر ..
و العروبة لم تكن يوما انتماء قوميا و إنما هي انتماء حضاري . و "العربي" في بعض القواميس (المنجد في اللغة و الأعلام) ، تقال للرجل المسلم . و العلاقة بين العربي و المسلم مثل العلاقة بين البيظاني و الحرطاني تماما ؛ يختلط فيها الدين و الثقافة و اللغة و الدم و العرق و الحب و الانسجام و الاحترام ..
هذه الحقائق هي ما يغضب الكثيرين . و جماعة البولار لا أقول المتطرفة بل العميلة لفرانس ـ آفريك (هذه مرتزقة سخيفة لا تعمل إلا من أجل جيوبها : لا عليها من العنصرية و لا من التطرف و لا من الاحتلال) ، قبل لقائها ببيرام ، كانت تكره الحراطين أكثر من البيظان و تصفهم بالعبيد و تعاملهم كما تعامل العبيد داخل أثنيتهم ..
هذه عصابات فرانس ـ آفريك التي كانت تشعل بها النيران (في حروبها الأهلية و البينية) في أي بلد إفريقي يحاول الخروج عن طاعتها أو يحدث فيه انقلاب أو تحول آخر من دون قرار منها.
ضعفت قبضة فرانس ـ آفريك بعد فشل قمة لا بول (1990)، في التعامل مع التحول الديمقراطي الذي تلا تفكك المعسكر الاشتراكي و موت جاك فوكار (1997) و وفاة الحاج عمر بونغو (2009) و تساقط آخر عمالقة فرنسا (ميتيران ، شيراك ) و صعود جيل بيرام في الغرب من جهلة السياسة المتمردين على القيم و الأخلاق ، الساعين إلى الإساءة إلى كل ما يمت بصلة إلى الفطرة الكونية ، المتبجحين بالانتصار على الله ، ليفهموا اليوم أن تفكك الاشتراكية كانت عملية أكبر من فضاء تفكيرهم و أن الانتصار على الله لم يكن سوى مغالطة صهيونية ، أدركوا اليوم جميعا ، أنها تتجه بهم بكل تأكيد و مهما عملوا ، إلى مؤخرة الركب الحضاري ..
و حين أصبح بيرام مصدر بيع أوراق الهجرة إلى أمريكا و كنادا و بقية الدول الغربية ، تحالفت معه افلام لتزويد كل فولاني في الغرب بأوراق موريتانية مزورة و ادعاء أنه مضطهد أو مخنث أو مثلي محروم من حقوقه "الإنسانية" أو عبد يحب سيدته و تحبه و يمنعه المجتمع من الزواج منها ..
حتى الأجهزة الغربية اكتشفت أكاذيبهم و أصبح المحامون ينصحونهم بالبحث عن أسباب أخرى ..
و بيرام ليس عنصريا ، لكنه ممثل بارع ، مولع بحب النقود و مستعد لبيع كل شيء : يبيع دينه ، شرفه ، أصحابه ، قوميته : من أجل ذلك يتقمص دور المستعبد أحيا و أحيانا دور المضطهد و أحيانا دور الحقوقي و أخرى دور السياسي ..
و لأن حقيقة ادعاءاته ليست مهمة عند المنظمات الصهيونية لأنهم يتعاملون مع النتائج ، وجد بيرام فيهم ضالته كما وجدوا ضالتهم فيه . و المنظمات الصهيونية التي صنعته و توجهه و تؤطره هي نفس المنظمات التي تمنحه الجوائز في مغالطة مكشوفة لمن يفهم طباع الاثنين . و هي التي تتدخل لمنح الإقامة و الجنسية لمن يأتون عن طريق إيرا بأوراق موريتانية مزورة و حتى من دون أوراق ..
هذه هي السوق السوداء التي يشيدها بيرام و تخلو من أي تقرير عنها كل أعمال المنظمات الحقوقية الموريتانية ، رغم ما يُنفَقُ عليها من أموال و ما تقوم به من أسفار إلى الخارج ، من أجل تعويضات المهام ، ليس إلا ..
و المنظمات الصهيونية التي يتعامل معها بيرام وهمية في الحقيقة و لا وجود لها في غير الإعلام الموريتاني المتطفل . و تتمثل أساسا في شخصيات يهودية تعتمد على مكاتب محاماة و قضاة صهاينة ، أصبحت الدول الغربية تكتشف كل يوم ألاعيبهم في قضايا أكبر من هذه بكثير و أخطر بكثير.
هذه هي حقيقة بيرام : و لو كانت السلطات الموريتانية تعي هذه الحقائق لما تركته يترشح أصلا و لا تركته يترشح في الانتخابات النيابية و لا سمحت له بالتظاهر و لا بالكلام في أي شأن سياسي أو حقوقي ..
لو كنت موظفا موريتانيا و أتاني بيرام بملف ترشح لأي شيء ، لاستدعيت الصحافة الدولية و رميت ملفه في الزبالة أمامهم .
بيرام لا يمثل غير ثلة صغيرة من المولعين بالنهب مثله و من المحتمل الكبير أن تكون نهايته على يد الفلاميين ، حين يكتشفوا أنه لا يملك ما باع لهم و أنه مسؤول عن موت من قضوا حتفهم في المواجهات مع الأمن بما أوهمهم به من أكاذيب لا يملك شجاعتها و لا وسائلها و لا إرادتها و لا شرعيتها ..
و دموع التماسيح التي يتكحل بها ولد الشدو المدافع عن عدالة و ديمقراطية و نظافة يد عزيز ، ستجد حتما يومها: لقد انخرط الكثيرون في هذا البلد في الازدراء بواجبات المواطنة ، معتبرين "حقوقهم" هي العقد الوحيد بينهم و بين الدولة و المجتمع . وحين يأتي يوم يسأل فيه ولد الشدو من أين لك هذا؟ سيفهم الجميع معنى تهاطل دموعه.
و من يتظاهرون اليوم أمام السفارة الموريتانية في باريس ليس من بينهم موريتاني واحد ؛ كلهم من الدياسبورا الإفريقية التي زورت أوراق موريتانية و ادعت الانتماء لإيرا للحصول على إقامات و جوازات غربية بدعوى اضطهادهم في موريتانيا ..
يجب أن يعاد العمل بنظام منع ازدواجية الجنسية لتروا أن لا علاقة لهم بموريتانيا لأنهم استعملوا أوراق موريتانيا أصلا للحصول على الإقامة و من بعدها الجواز الغربي و لن يتخلوا عنه حتى لو طلبتها إيرا و افلام منهم .
يجب فتح تحقيق حول جرائم بيرام في هذا المجال ، حتى نعرف كل من تجنسوا في الغرب عن طريق إيرا ..
يجب إرسال مذكرات تحذيرية إلى كل وزارات الخارجية الغربية و إلى الأمم المتحدة لإيقاف هذه الجريمة المرتكبة في حق بلدنا . و هو أمر ندرك جيدا أنه لن يحصل قبل توفر أسبابه !!
كل الدياسبورا الإفريقية في أوروبا أصبحت موريتانية الأصول و حين تسأل أحدهم هل تعرف بوغي ، كيهيدي ، أطار ، ألاگ ؟؟
يقول لك عن ماذا تتكلم : لم يسمع قط عن ما تتحدث عنه !!؟