نوع الحضور وكمه، غير المسبوقين في تنصيب رئيس موريتاني منتخب، عكسا التوجه الاقليمي والدولي لديبلوماسية ولد الغزواني..
ضمنيًا، قال الرئيس، في هذا الحضور المتنافر : نبغيلك بغيك يغير ما نكره لك كرهك" وتفصيحها (لستُ طرفًا في أي خلاف بين الإخوة والأصدقاء).
حضر الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي، إلى جانب الوزير الأول المغربى عبدالعزيز اخنوش، ممثلًا لجلالة الملك محمد السادس شخصيًا ، وغير بعيد منهما الوزير الأول الجزائري نذير العرباوي، ممثلا لرئيس الجمهورية الجزائرية شخصيًا..
لم يعد اجتماع الأطراف الثلاثة في نواكشوط مثيرًا للجدل كما في السابق، إلا لدى (موقع هسبرس المغربي) والذي لا هم له غير تعكير صفو العلاقات بين شعوب المغرب العربي..
وعمومًا، لم تعد أراجيفه وأباطيله تنطلي على أحد..
حضر حفل التنصيب الرئيس السينغالي باسيرو فاي، الجار العزيز، الذي يبدو أنه تعب كثيرًا خلال الأسابيع الماضية، فمسؤولية قيادة البلدان النامية أصعب كثيرًا من معارضة أنظمتها..
حضر رئيس غامبيا الصديقة آدما بارو، وهي دولة ألفت الموريتانيين وألفوها، وجاليتنا هناك، فاعلة في التنمية.
حضر رئيس غينيا بيساو عمارو سيسكو امبال، وهي دولة ضعيفة، لكنها تحتضن جالية موريتانية نموذجية..
حضور الرئيس الليبى محمد المنفى القادم من بلد في طريق التعافي، يؤكد أن موريتانيا ليست طرفًا في الاستقطاب الذي أودى بهذا البلد الشقيق والصديق في حقب مهمة من التعاون بين نواكشوط وطرابلس.
حضور رئيس تشاد محمد إدريس ديبي، ورئيس وزراء النيجر، يعني أن نواكشوط تمد اليد لدول الساحل، مجتمعة، وفي إطار التعاون الثنائي، حتى وإن كانت G5 ميتة سريريًا..
ربما لا يرى البعض وزنًا كبيرا لحضور نائبة الرئيس الأنجولي ممثلة لرئيسها، ولا لحضور نائب الرئيس الحسن واتارا، لكن جاليتينا الكبيرين في انغولا وكودفوار، وحدهما تعيان أهمية حضور الضيفين المهمين في بلديهما..
بعثت الشقيقة مالي بوزير دفاعها العقيد صيدو ، وهو أهم شخصية في هذا البلد بعد الرئيس الانتقالي..
يعني ذلك أن حبل الود موصول بين نواكشوط وباماكو، وأن الأخيرة تعي أهمية التعاون وحسن الجيرة، وأنها تعي الهواجس المشتركة.
لن أقيّم أهمية عشرات الوفود القادمة من الدول العربية ومن الولايات المتحدة وأوروبا وأمريكا اللاتينية ومن الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي..
عبد الله اتفغ المختار