محمد ولد الداده يكتب /؟ الحكومةُ في مِيزانِ المَعَايِيرْ !!

خميس, 08/08/2024 - 11:59

عَوْدةُ الْحديثِ عن المُحاصَصةِ القبليّةِ والجهويّة إلى الواجِهَة، يُثيرُ التساؤل عن بواعثه في الوقت الراهن؟
، مثّلَت المُحاصصةُ القبليّة والجهويّة، ثَابِتَ مُتغيِّراتِ توزيع الحقائب الوِزاريّة، قبل العشرِيّة إلا أنّ سَاسَةَ العشريّة، أداروا ظهورهم - على ما يبدو - لذلك المعيار رافعين اليَافِطةَ لِمِعْيارياتٍ عديدةٍ، ليست النّزاهةُ والكفاءةُ والخبرةُ، أقلّها جاذِبيّةً وبريقاً، غير أنّ المُتتبِّع لِمقاساتِ التّشكيلات الحكوميّة في تلك الحِقبةِ، يلحظ، حسب بعضِ المراقبين، عدم الانسجام بين الشعار والممارسة، حيث تمّت الإزاحة - كُلياً أو جُزئياً - لحضور بعض التشكيلات المجتمعية والكتل السياسية الوازنة من الشراكة في الكعكة الحكومية، في حينٍ تقلّب غالبيّةُ رجالِ العشريّة بين مناصب إداريّة وسياسيّة اعتماداً، فقط، على مُؤَهِّلِ الانتماءِ القبليّ أو الجهويّ. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن أكثر من أيِّ وقتٍ مضى هو: ما مدى تماهي الخَمْسِيّة الماضيّة وصِنْوتِها المُنطلِقة الآن مع ما ذُكِرَ من معايير ؟
جاء تشكيلُ حكومة ولد بَدَّه مسكوناً، على ما يبدو، بالرغبة في استحضار الجهات والمُكوِّناتِ الوطنية أكثر من استحضارِ القبيلة، بينما تشبَّثت حُكومتَا ولد بلال أثناء التّشكيلِ بالكفاءة والخبرة، إلا أنهما، نَضَحَتاَ، وإِنْ بِتَفاوُتٍ، بحضورٍ قويٍّ ِللمُحاصصة بنوعيْها: القبلي والجهوي، ولم تتكافأ فيهما فرصُ الكُتل السيّاسيّة الداعمة لبرنامج رئيس الجمهورية، محمد الشيخ الغزواني، ففي حينٍ حظيّتْ عندهما بعضُ الكتلِ، بكلِّ شيئٍ، كان الحِرْمانُ نصيبَ كُتلٍ أخرى، رغم تعاطي تلك الكتل، إيجاباً، مع الحكومةِ في كلِّ شيئٍ.
وقبل إزاحةِ السّتار عن التّشكيلة الوزاريّة الجديدة، حَبسَ الجميعُ أنفاسَه، تَحَسُّباً لِتشكيلة ترقَى لمستوى تطلُّعاتِ المطالبين بالعدالةِ والإنصافِ، من كافة فرقاء المشهد السياسي، وبعد الإعلان عن الحكومة، حُقَّ لنا جميعاً، أن نطرح التّساؤُلاتِ الآتية:
علَى أيِّ وترٍ مِعيارِيٍّ عَزَفت التّشكيلة الحكومية لمعالي الوزير مختار جاي ؟
الوتر القبلي، أم الحزبي، أم الجهوي، أم الوطني، أم الخبرةُ والكفاءة، أم أنها استأنست بكل هذه الأبعاد دون أن تعتمد واحدا بعينه ؟
ثم ما مدى قدرة الفريق الحكومي الجديد، على تصحيح وتجاوز اختلالات الماضي ؟
وهل يدرك هذا الفريق، بالقدر الكافي، أن رئيس الجمهورية يَتطلّعُ منهم لتجْسِيدِ العدالة والإنصاف، بقدرما يُعوِّلُ عليهم في كسب رهان محاربة الفساد وتمكين الشباب ؟