يحي ولد بوب ولد الطالب يكتب /؟ رسالة مفتوحة إلي السيد رئيس الجمهورية

أربعاء, 08/14/2024 - 17:01

رسالة مفتوحة إلي السيد رئيس الجمهورية

سيدي الرئيس

لقد أثبت الشعب الموريتاني نضجا سياسيا و تمسكا بالسلم الاجتماعي طيلة الحملة الإنتخابية و الفترة التحضيرية التي سبقتها. مبادرات متعددة لمناصرة هذا المرشح أو ذاك، تحسيس في البيوت، سهرات و خياممضروبة علي الطرقات، مظاهر مختلفة للتعبير عن الدعم عاشها المواطن الموريتاني و تفاعل معها باحترام و مسؤولية.

الجميع يعمل بجد وتفان من أجل إنجاح مرشحه....

اليوم و قد انقشعت الظلمة و اتضحت النتيجة بفوزكم برئاسة الجمهورية فإن الجميع مطالب بتقبلها و بتقديم التهانئ وفق الأعراف الديمقراطية لكي تكتمل اللوحة الفنية الجمالية لهذا الحدث الديمقراطي.

* سيدي الرئيس، لقد منحكم الشعب ثقته علي أساس عقد تعاقدتم معه عليه عبارة عن (برنامج انتخابي موضوعي و طموح)، فكونوا عند حسن ظنه و اعملوا لمصلحته فهنالك الكثير ينتظركم:

1/ الوحدة الوطنية: محو الفوارق الإجتماعية، ترقية المواطنة بواسطة تدخل الدولة لصالح المواطن

2/ التعليم: تحسين ظروف و مكانة المدرس، إصلاح البرامج و تكييفها مع الواقع و حاجيات التنمية

3/ الصحة: تعميم التغطية الصحية و إيجاد نظام تموين بالأدوية الفعالة و الصالحة........

نرجو من الله الكريم المجيب أن يسدد خطاكم و يوفقكم لما فيه مصلحة هذا الشعب.

* سيدي الرئيس، إن نجاحكم بنسبة %52 دليل قوي و حجة دامغة علي شفافية الإنتخابات و عدم التلاعب بها من طرف القائمين عليها. كما تؤشر هذه النسبة علي النضج السياسي للشعب و تضفيمصداقية كبيرة علي فوزكم.

*سيدي الرئيس، إن حصول السيد بيرام الداه اعبيدي علي الرتبة الثانية شكل مفاجأة للرأي الوطني و هو حدث ذو بال لا يجب تجاهله و لا إهماله . يوجد آلاف من الشباب استجابوا لخطاب بيرام و يرونفيه الزعيم المخلص و هنالك الآلاف الأخري التي لم تستجب له و ما زالت تنتظر .... تنتظر الحصول علي مكانة لائقة في وطن رحيم يتسع للجميع و يعمل فيه الجميع لمصلحة الجميع.

تداركوا الشباب العاطل عن العمل، هيئوا له أسباب المعيشة الكريمة، وفروا المدارس، حسنوا من جودة التعليم و أصلحوا المنظومة التربوية و الأخلاقية، ازرعوا الأملسيدي الرئيس...

*سيدي الرئيس أظهرت هذه الإستحقاقات الرئاسية ضعف و وهن الأحزاب السياسية التي تشكل الدعامة الأساسية لأي نظام ديمقراطي ناجع. فما زالت أحزابنا بعيدة كل البعد عن تخريج نخبة سياسيةقيادية قادرة علي فهم السياق السياسي الراهن و ما يتطلبه من مواقف و تنسيق بينها. أيضا، ما زالت علاقتها بقواعدها سطحية و نفعية أو علي الأصح انتهازية إلي أبعد الحدود.

و من أجل إرساء نظام ديمقراطي مستديم يتطلب ذلك دعم الأحزاب السياسية علي أساس رؤاها وتنفيذها لبرامجها المدنية و السياسية و مشاركتها في بث الوعي المدني و روحالمواطنة بين صفوف المواطنين.

*سيدي الرئيس شكل مروركم علي رأس المؤسسة العسكرية نقطة تحول جوهرية في هيكلة هذه المؤسسة و تقويتها و تزويدها بالوسائل و تفعيل جاهزيتها لكي تكون قادرة علي القيام بمهامها في محيطمعقد تتهدده أخطار جسيمة كالإرهاب و التهريب و تبييض الأموال.... و أصبحت بحمد الله بلادنا تنعم بالأمن و الأمان رغم وجود جماعات و عصابات منحرفة غير بعيد من حدودها.

ولتعميق و تمتين هذا الجو الآمن يتطلب ذلك تصور و تنفيذ سياسات و استراتيجيات تنموية فعالة اتجاه الشباب و القطاعات الهشة من المجتمع و ذلك من أجل تجفيف منابع الإرهاب والإنحراف من الداخل بعد ما نجحتم في وضع حد له خارج حدودنا.

سيدي الرئيس، هذه مساهمة متواضعة تتمثل في ملاحظات سريعة أردنا أن نتقاسمها معكم في هذا الوقت الإستثنائي من تاريخ الوطن علها تساهم في إنارة معالم الطريق.

كامل الود و التقدير

الاستاذ يحي ولد بوب ولد الطالب