احتفلت موريتانيا الاربعاء، باليوم العالمي للأغذية الذي تم الاحتفال به هذه السنة تحت شعار: “الحق في الأغذية من أجل حياة ومستقبل أفضل”.
وتميز الاحتفال بهذا اليوم بتنظيم حفل برئاسة المستشار الفني للوزير المكلف بالبحث والتكوين السيد محمد المختار ولد سيدي محمد، أوضح فيه أن تخليد هذا اليوم يأتي هذه السنة في ظرفية عالمية خاصة فرضتها تداعيات الأوبئة والحروب والتي جعلت من إنتاج الغذاء محورا هاما في استراتيجيات الدول.
وقال إن هذه الظرفية أدت إلى تضاعف أسعار الغذاء والمدخلات الزراعية وتعطل سلاسل التموين مما انعكس سلبا على الأمن الغذائي لشعوب الأرض وجعل من الإنتاج الزراعي المحلي ضرورة لا غنى عنها.
وأكد على المكانة الخاصة التي تحتلها الزراعة في برنامج فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني “طموحي للوطن”، الذي جعل من السيادة الغذائية هدفا يجب تحقيقه، مضيفا أن قطاع الزراعة والسيادة الغذائية يعمل، طبقا لبرنامج حكومة معالي الوزير الأول السيد المختار ولد أجاي، على خلق الظروف الملائمة للاستغلال الأمثل للموارد المتاحة من أراض زراعية وموارد مائية مع اشراك الفاعلين بكافة مستوياتهم وذلك عن طريق إقامة البنى التحتية الزراعية واستصلاح المزيد من المساحات وإقامة السدود وكهربة المناطق الزراعية وفك العزلة عن مناطق الإنتاج وصيانة المحاور المائية.
وقال إن القطاع يعمل أيضا على تشجيع ادخال التقنيات الجديدة في الزراعة، كأنظمة الري الحديثة وإدخال الزراعة المحمية في إطار الخطة الاستراتيجية الجديدة لتنمية زراعة الخضروات وتطوير أساليب الإنتاج في زراعة الواحات والزراعة المطرية عن طريق الادخال التدريجي للميكنة الزراعية لتحسين ظروف الإنتاج وزيادة الإنتاجية، هذا فضلا عن خفض الرسوم الجمركية على المعدات والمدخلات واعفاء الآليات الزراعية ورفع الرسوم الجمركية على الواردات من الخضروات خلال أشهر الوفرة تشجيعا للإنتاج الوطني .
وأشاد بالدور المحوري الذي يلعبه شركاؤنا في التنمية خاصة منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة وبرنامج الغذاء العالمي في مواكبة قطاع الزراعة والسيادة الغذائية في سياسته الهادفة الى تحقيق السيادة في مجال الغداء.
أما مساعد ممثل منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة “فاو” في بلادنا السيد موسى ولد محمد مولود فقد ذكر بأن تخليد اليوم العالمي للأغذية يأتي هذه السنة بعد مرور 79 سنة من إنشاء منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، مضيفا أنه رغم قدرة المزارعين عبر العالم على إنتاج ما يكفي من الأغذية لضمان معيشة الكوكب فإن الجوع يتفاقم.
وأوضح أن النفاذ إلى الغذاء المتنوع وذي الجودة يعد المحرك الأساسي لتحسين حياة السكان خاصة في المناطق الأكثر انعداما للأمن الغذائي والفقر.
وأكد أن منظمة الفاو ستظل ملتزمة بعدم ترك أي أحد خلف الركب وتواصل هدفها في تحويل النظم الزراعية الغذائية لجعلها ناجعة شاملة وصامدة.
وبدورها قالت المكلفة بالبرامج لدى ممثلية برنامج الغذاء العالمي في بلادنا السيدة مارت بلاك إن شعار اليوم العالمي للأغذية يكتسي أهمية بالغة حيث يسلط الضوء على أهمية النظم الغذائية المستديمة والصامدة والقادرة على توفير غذاء صحي وتغذوي لكل مواطن مع مواجهة التحديات الماثلة.
وقالت إن التزام برنامج الغذاء العالمي في موريتانيا عن طريق مختلف مبادراته في مجال التحويلات النقدية والكفالات المدرسية وإعادة تأهيل الاراضي المتدهورة والانشطة المدرة للدخل يندرج في سياق البحث لإشباع كل شخص.
وكان الحضور قد استمعوا خلال الحفل إلى خطاب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة السيد كيو دونغ يو تحدث فيه عن وضعية المجاعة عبر العالم وما ينبغي عمله لرفع هذا التحدي من خلال وضع استراتيجيات ومقاربات تشجع على التحولات الكبرى في مجال الزراعات الغذائية.
كما تابع الحضور فيلما وثائيقيا حول شعار اليوم العالمي للأغذية وذلك قبل أن يزوروا معرضا منظما من طرف منظمة الفاو وبرنامج الغذاء العالمي وبعض التعاونيات الزراعية النسوية الناشطة في مجال زراعة الخضروات والتصنيع الغذائي وتثمين المنتجات الغابوية غير الخشبية، بلغ عدد هذه التعاونيات اثنتي عشر تعاونية وطنية.
وحضر حفل تخليد اليوم العالمي للأغذية عدد من المسؤولين في الوزارة وبعض ممثلي الشركاء في التنمية والفاعلين في المجال.