تــحل يوم الخميس المقبل الثامن والعشرون من نوفمبر ذكرى عيد الاستقلال المجيد الذي جاء بعد أن روت الدماء الزكية التي أرض مو ريتانيا الحبيبة دفاعا عن بلد لم يتأسس بعد بمفهوم الدولة الحديثة..!؟
كما جاء كذلك تتويجا للنضال السياسي الذي قاده أبناء موريتانيا ضد المستعمر؛ وهنا لا بد لنا كموريتانيين بأن نعترف بالجميل للرجل الذي كان حبه لموريتانيا وغيرته عليها يدفعانه ـ رغم أنه كان ترجمانا للفرنسيين ـ إلي الشعور بالمسؤولية وجسامتها..!؟
لم يكن المرحوم الرئيس المؤسس المختار ولد داداه بذلك الرجل الذي يبحث عن البورجوازية والمال وإلا لما كان كما كان..!؟
ظل الرجل مرهفا بحسّ الوطنية والإيمان بموريتانيا الحديثة؛ ففي إحدى المرات يرفض الرجل تكريما من طرف الجمهورية الفرنسية والسبب هو تأخرهم في منح موريتانيا إستقلالها..!؟
ولما آل الأمر إليه بوصفه رئيسا لموريتانيا الفتية خاض المرحوم غمار معركة بناء موريتانيا والاعتراف بها لدى المنظومة الدولية..!؟
ساهم بشخصيته الفذة في أن يذكر اسمه مع قادة بلدان ليس من السهل آنذاك مقارنتها بموريتانيا التي لا زالت يومها تبحث عن الوجود؛ مثل عبد الناصر ونكروما وغيره من القادة..!؟
لم يكن اسمه بالمنسي ابدا في وسائل الاعلام العالمية؛ فقاد بدهائه وحنكته الدبلوماسية حملة أتت أكلها لدى الأفارقة بقطع العلاقات مع الصهاينة وسحب الاعتراف بهم..!؟
أما على المستوى الداخلي فكان كبرياءه وحكمته كفيلان بتسيير شؤون بلد لم يعرف نظام الدولة؛ وتحكمه القبيلة والامارة وغيرها من المفاهيم التي تتعارض مع مبادئ الدولة الحديثة..!؟
حارب الفساد قبل أن يوجد؛ ووقف دون هوادة في وجه من تسول له نفسه العبث بالمال العام أيا كان..!؟
لم يظلم ولم ولم ولم....!؟
إن أي ذكرى للإستقلال ستبقى مرتبطة بذلك الرجل الذي قضى نحبه بعد أن أنشأ دولة من عدم وأخرجها إلي الوجود من غياهيب الظلام.. فله الفضل في ذلك..وستبقى ذكرى الاستقلال معه وبه..!؟
فهنيئا لكل الموريتانيين بهذه الذكرى الرابعة والستين..وهنيئا لنا من امة أنجبت الرئيس المؤسس المرحوم المختار ولد داداه..!؟
الحسن ولد الشريقي
[email protected]