يعترف معالي وزير الداخلية بشجاعة غير مسبوقة ، بانتشار المخدرات في المدارس ، متهما بعض حراسها و حراس المنازل قيد البناء بتوفير هذه السموم القاتلة للتلاميذ ..
يُشتم من خريطة اعترافات معالي الوزير ، أن هذه الجريمة المنظمة ، تستهدف جهات معينة و حين لا يكون الربح هو الأهم في العملية ، يكون الخطر مضاعفا !!!
اعتراف شجاع نعم . و وضوح لا لبس فيه ، يضع الأصبع بدقة على مكان الوجع .
# لكن ما لا نفهمه اليوم ، بعد هذا الاعتراف الخطير ، هو لماذا لا تقوم الأجهزة المختصصة بحملة واسعة على الأماكن التي حددها وزير الداخلية بالضبط ، للقضاء على هذه الظاهرة الخطيرة التي لم يصلها تفشي المخدرات في كولومبيا :(المدارس الابتدائية !!؟) ..
و حين يحدد وزير الداخلية الباعة أمام المدارس و حراس المدارس و حراس المنازل قيد البناء ، نفهم بوضوح أن مصدر التوزيع واحد و منظم ، يكفي القبض على شخص واحد للوصول إلى كل قائمة المشاركين في العملية ، باعة كانوا أو موزعين أو مروجين : المتعاطي يوصلك إلى البائع و البائع يوصلك إلى الموزع و الموزع يوصلك إلى المروج و المروج يوصلك إلى المصدر المباشر و المصدر المباشر يوصلك إلى العصابة الأم التي خططت لبناء كل هذه الشبكة محكمة الحلقات ..
معروف أن جريمة المخدرات المتعاطي فيها مجرم و المروج مجرم و البائع مجرم و الموزع مجرم ، فلا أحد من كل هذه الشبكة يستطيع الإبلاغ عن غيره ، لكن ضعف الشبكة يتمثل في أن سقوط أي حلقة من حلقاتها في يد الأمن ، يعني حتما سقوط الجميع ، فلماذا في موريتانيا وحدها ، تغيب هذه الحقيقة !؟
# حين يتكلم معالي الوزير بكل هذا الوضوح و هذه الدقة ، لا يبقى أي مجال للشك في صحة المعلومة و قوة مصدرها ..
# حين يحدد وزير الداخلية نقاط بيع المخدرات بهذه الدقة و لا يتم إيقاف أي أحد ، نقول كاذبين أننا لا نفهم ما يحدث !!؟
# و حين يقبض على أحدهم و لا يتم القبض على كل خيط الجريمة واضح المعالم ، نقول صادقين ، أن هناك حتمًا جهات محمية يتوقف كل تحقيق قبل الوصول إليها !!؟
*فمن يحمي بارونات المخدرات في هذا البلد* !؟