من براعة نخبتنا الفاسدة ، أنهم استطاعوا أن يحولوا كل جرائم الفساد في بلدنا إلى جرائم ضد مجهولين ؛ حتى عشرات المليارات المضبوطة بحوزة اللص عزيز (فنادق ، منتجعات ، واحات ، عمارات شاهقة ، فللًا ناعسة ، شقق فاخرة ، أرتال رباعيات الدفع ، أساطيل شاحنات ، مزارع ، مصانع ، شركات ، أسواق ، ودائع بعشرات المليارات لدى خصوصيين ، حسابات مصرفية تغص بالودائع و هو مجرد غيض من فيض…) ، يعتبرها ولد الشدو و فرقته اللامعة ، مجرد أدلة مادية لا طعن فيها ، على تسييس محاكمة اللص !؟
و حين يدعي ولد عبد العزيز (و هو كذوب) ، أن الرئيس غزواني سلمه عشرة ملايين بين الأورو و الدولار ، لا يسأله القاضي لماذا يأخذها و لا أين توجد الآن هذه المبالغ الضخمة التي استلمها في آخر لحظة !؟
و كأن المحاكمة وصايا وارث يخص فيها من يشاء بما يشاء ، لا تظهر في هذه المحاكمة الغريبة ، "أسماء" أي من أفراد الأسرة المبجلة و كتيبة مهربيهم (بجوازات سفر دبلوماسية) ، التي دوخت أسواق غسيل الأموال و تهريب العملات الصعبة و أربكت سوق العقارات في المغرب و تركيا !!
ما كان ينبغي أن تأخذ محاكمة عزيز من وقت القضاء أكثر من عدة دقائق :
ـ من أين لك هذا ؟
ـ الجواب !!
ـ إصدار الحكم !!
ـ أمر التنفيذ ..
يكفي من التسامح مع اللص عزيز ، عدم فتح ملف جريمة "أطويله" (المزعومة)، التي كانت ستقوده حتما إلى حبل المشنقة ..
و غبي عزيز ، إذا كان يعتقد أن إصداره الأوامر لشخصيات من نظامه لتنفيذ بعض جرائمه مثل صناديق آكرا و بيع السنوسي ، يمكن أن يورطهم و يبرئ نفسه ، تماما مثل اتهامه لبعض الشخصيات بالفساد و الانحراف في زمن اغتصابه للدولة ، ناسيا أن عدم معاقبتهم في زمنه ، خيانة عظمى لا تدين غيره ..
لم يترك ولد عبد العزيز جريمة ممكنة في هذا البلد إلا و ارتكبها و لطخ بها وجه موريتانيا البريء : من اتهامات النائب الفرنسي مامير ، إلى علاقته المشبوهة بقائد البحرية الغينية و صديقه الحميم ولد بشراي ، إلى قصته مع إيريك والتير التي حيرت الجميع !! ، إلى صناديق آكرا ، إلى سرقة ساعة مهرب نواذيبو ، إلى فضيحة أطويله ، إلى بيع السنوسي لعصابة غير شرعية ، إلى جريمة الشيخ الرضا التي شردت ثلث سكان العاصمة (…)..
من ذا يستطيع أن يحصي جرائم القائد الرمز و رئيس الفقراء و بطل جريمة أطويله المزعومة !؟
و حين يصبح تهريب عزيز بدعوى المرض أو التمارض ، هو الحل الأوحد أمام فريق دفاعه ، بعد أسئلة القضاء المحرجة ، نسأل فقط ، أما حان للقاضي أن يقول لولد الشدو "كفى تلاعبا بالقانون" !؟
و حين تصبح الزعامة في موريتانيا من نصيب عزيز و بيرام و تيام صامبا ، ألا يحق لنا أن نطالب القضاء بتصحيح المفاهيم و ضبط المصطلحات لفرملة انهيار هذا الزمن الرديء !؟
كيف تكون قائدا رمزا و لصا !؟
كيف تكون عنصريا حقيرا و زعيما وطنيا !؟
كيف تحمل السلاح ضد علمك و تكون مناضلا وطنيا يتهم الغير بالتجاوز في أي مجال !؟
*أما آن للمحاكم الموريتانية أن تصف هؤلاء بصفاتهم الحقيقية* !؟