أسرار الدولة وملف المخدرات.. ملفات ساخنة في محاكمة ولد عبد العزيز

ثلاثاء, 01/21/2025 - 18:08

هيمنت على جلسة اليوم الثلاثاء من محاكمة الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز، المتهم بالفساد وغسيل الأموال، ملفات من أبرزها تلويحه بكشف “أسرار” والإفراج عن مواطن فرنسي من أصل توغولي متهم بتهريب المخدرات خلال فترة حكم ولد عبد العزيز.

ولد عبد العزيز الذي حكم موريتانيا 11 عامًا (2008 – 2019)، أدين نهاية 2023 بتهمتي الإثراء غير المشروع وغسيل الأموال، وحكمت عليه المحكمة الابتدائية بالسجن خمس سنوات نافذة مع مصادرة أمواله، وهو الحكم الذي طعن فيه فريق الدفاع لدى محكمة الاستئناف.

وتجري محاكمة ولد عبد العزيز أمام الاستئناف منذ نوفمبر الماضي (2024)، بالإضافة إلى متهمين آخرين من أبرز الشخصيات التي عملت معه خلال الفترة التي حكم فيها موريتانيا.

الوضع الصحي

في بداية جلسة اليوم، ألقى رئيس فريق الدفاع عن الرئيس السابق المحامي محمدن ولد الشدو مرافعة حول الوضع الصحي للرئيس السابق، وقال إن موكله “بات سهرانًا ليلة البارحة بسبب آلام حادة في المعدة”.

وأضاف ولد الشدو أن طبيبًا عاين الرئيس السابق البارحة في سجنه، وقال الطبيب إن “حالته تستوجب الرعاية الصحية”.

وفي سياق الرد على مرافعة ولد الشدو، قال رئيس هيئة القضاة إن “المحكمة تتعامل مع الوثائق والتقارير فقط، تقدموا بتقرير طبي ونحن سنتعامل معه”.

وأضاف القاضي: “المحكمة حريصة على صحة جميع المتهمين، وخاصة من سبق أن حكم البلاد وكان رئيسا للجمهورية”.

من جانبه قال المدعي العام، تعليقًا على مرافعة ولد الشدو: “لا داعي للقلق، الدولة راشدة وإذا كانت هنالك وضعية تستوجب غياب الرئيس السابق عن جلسات المحاكمة فسيتم اتخاذ القرار بذلك”.

وكان فريق الدفاع قد طلب السماح للرئيس السابق بالسفر إلى الخارج من أجل تلقي العلاج، وقال ولد الشدو في جلسة أمس الاثنين إن ولد عبد العزيز يعاني من “مرض خطير تسبب في مشاكل صحية بالغة بما في ذلك صعوبة النوم والقيء، الذي يصل أحياناً إلى مرحلة الدم”.

أسرار الدولة

جلسة المحكمة خصصت لفريق محامي الدفاع المدني، حيث وجه أربعة محامون أسئلة إلى ولد عبد العزيز، وكان المحامي فضيلي ولد الرايس هو أقلهم أسئلة، لكنه أثار بها الضجة في القاعة، حيث بدأ مرافعته بالدعوة إلى “إغلاق” جلسات المحاكمة.

وقال ولد الرايس إن الرئيس السابق هدد في جلسة أمس بكشف “أسرار الدولة”، مشيرًا إلى أن ولد عبد العزيز “كانت لديه أجهزة تنصت على جميع من يعملون معه”، ولكنه أضاف أن الدولة أيضًا كانت لديها “أجهزة تتنصت على ولد عبد العزيز”.

وقال ولد الرايس: “إذا كان ولد عبد العزيز سيكشف أسرار الدولة فيجب أن تكون الجلسات مغلقة”.

ولكن ولد عبد العزيز رد منفعلًا بأنه “لن يكشف أي أسرار تتعلق بالدولة”، مؤكدًا أن لديه بعض الأسرار التي سيكشفها في الوقت المناسب على حد تعبيره.

وكان ولد عبد العزيز قد تعهد في جلسة أمس بكشف خفايا صفقة تسليم عبد الله السنوسي، رئيس جهاز الاستخبارات في نظام الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، الذي لجأ إلى موريتانيا بعد الثورة وسلمه ولد عبد العزيز إلى النظام الحاكم في ليبيا.

ملف المخدرات

تنوعت أسئلة المحامين في الطرف المدني، حيث ركز المحامي عبد الله ولد اكاه (الذي كان أكثر المحامين أسئلة) على مصادر ثروة الرئيس السابق والفرق بين ما صرح به سنة 2019 وما عثر عليه المحققون من أموال خلال التحقيق عامي 2020 و2021.

وسأل المحامي عن تمثيل هيئة الرحمة الخيرية في المحاكمة، إن كان الرئيس السابق ما يزال يعتبر نفسه ممثلا للهيئة أم نجله، كما سأله عن العلاقة بين أموال هيئة الرحمة وتشييد منزله في مقاطعة لكصر.

أما المحامي يرب ولد محمد صالح فقد ركز على قضية المخدرات، والعفو الذي استفاد منه مواطن فرنسي من أصل توغولي، واصفًا ما حدث آنذاك بأنه “غامض”.

ويتعلق الأمر بمواطن فرنسي من أصل توغولي يدعى “أميغان والتير”، أدانه القضاء الموريتاني بتهمة تجارة المخدرات، قبل أن يتم الإفراج عنه بعد ذلك بفترة.

ولد محمد صالح قال إنه بصفته محاميا لدى المحاكم الموريتانية كان طرفًا في قضية المواطن الفرنسي من أصل توغولي، مشيرًا إلى أنه “تمت تبرئته على عجل رغم أنه كان محل استئناف، وهو أمر مستغرب.

وأضاف أن تقرير المحكمة كتب باللغة العربية دون ترجمته إلى الفرنسية، متسائلًا إن كان ذلك نوعًا من الخوف من أن تطلع عليه المنظمات الدولية.

وخلص ولد محمد صالح إلى أن ذلك المواطن المتهم في ملف المخدرات “تمت تبرئته في ظروف غامضة”.

وكان الطرف المدني قد أثار قضية المخدرات بشكل متكرر خلال الجلسات الأخيرة، وتحدث عنها المحامي لوغورمو عبدول في جلسة أمس حين قال إن الإفراج عن المواطن الفرنسي من أصل توغولي جاء بعد لقاء جمع ولد عبد العزيز بقائد أركان الجيش البيساوي.

وقال لوغورمو إن قائد أركان الجيش في غينيا بيساو اعتقلته البحرية الأمريكية بعد ذلك بفترة، ووجهت إلى اتهامات بالتورط في تجارة المخدرات.

وأثار الحديث عن ملف المخدرات مخاوف ولد عبد العزيز، الذي وصف ما يجري بأنه محاولة لتشويه سمعته، مشيرًا إلى أنه سبق لرجل أعمال معروف أن حاول أن يوظف ملف المخدرات ضده مستخدما علاقاته ونفوذه في فرنسا.

صحرا ميديا