الحقيقة / نواكشوط / نُظّمت رسميًا النسخة الثانية من أيام محمية المجال الحيوي العابر للحدود في دلتا نهر السينغال (RBTDS) يوم 2 فبراير 2025، في الحظيرة الوطنية لدياولينغ، بمقاطعة نْدياگو، ولاية الترارزه. وجاء هذا الحدث احتفاءً باليوم العالمي للمناطق الرطبة، تحت رئاسة معالي وزيرة البيئة والتنمية المستدامة، السيدة مسعودة بحام محمد لغظف، وبحضور نظيرها السنغالي، البروفيسور داودا نگوم، وزير البيئة والانتقال البيئي، إلى جانب والي الترارزه ومحافظ سينلوي بالسنغال.
وشكّل الحدث مناسبة بارزة لتأكيد التزام البلدين المشترك بحماية المناطق الرطبة وصون التنوع البيولوجي في دلتا نهر السينغال، الذي يمثل نظامًا بيئيًا استثنائيًا له أهمية حيوية للسكان المحليين. كما سلط الضوء على دور المحمية، التي أُنشئت في 29 يونيو 2005، كنموذج رائد للتسيير المشترك للمنظومات البيئية العابرة للحدود، وتعزيز التنمية المستدامة للمجتمعات المحلية المجاورة.
في كلمتها الافتتاحية، أكدت معالي وزيرة البيئة الموريتانية أن “هذا الحدث يجسد لحظة تاريخية في التعاون بين بلدينا، ويعكس إرادتنا المشتركة للحفاظ على هذا الكنز الطبيعي، مع ضمان رفاه مجتمعاتنا.” من جانبه، شدد وزير البيئة السنغالي على أن “التسيير المشترك لهذه المنظومة البيئية الحيوية يعد نموذجًا للمنطقة وللعالم، حيث يتم دمج الحفاظ على التنوع البيولوجي والبحث العلمي والتنمية الاجتماعية الاقتصادية بطريقة منسجمة.”
كما نوّه كل من عمدة نْدياگو، السيد بويجل هميّد، وعمدة دياما بأهمية التعاون العابر للحدود في تعزيز استدامة الموارد الطبيعية، وتقوية التماسك الاجتماعي بين المجتمعات المحلية على ضفتي النهر.
وقد شهد الحدث نقاشات معمقة حول التحديات البيئية، لا سيما تأثيرات التغير المناخي وهشاشة المناطق الرطبة، حيث دعا المشاركون إلى تعزيز الشراكات وتأمين استدامة المحمية من خلال حلول مبتكرة وتعاون وثيق بين الفاعلين العموميين والخواص.
وتجدد أيام محمية المجال الحيوي العابر للحدود في دلتا نهر السينغال التأكيد على التزام موريتانيا والسنغال بحماية هذا الموروث الطبيعي المشترك، وتعزيز صمود أنظمتهما البيئية، في إطار رؤية مشتركة للتنمية المستدامة والسلام الإقليمي.